الإسلام والمرأة 4

المرأة

إعداد وتقديم : الأستاذ أحمد فراج

ضيف الحلقة: أ.د/ عصام البشير

 

الأستاذ أحمد فراج:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحب بضيفنا الأستاذ الدكتور عصام البشير المفكر الإسلامي، ووزير الأوقاف بدولة السودان الشقيق، وحديثنا لهذه الحلقة مخصص لقضية مهمة هي قضية المرأة وهي قضية من القضايا التي يعتقد البعض أنها تمثل أحد مداخل الطعن على الإسلام، والعالم الإسلامي، ما رؤية سيادتكم للمشكلة، ونحن في بداية حديثنا نؤكد على أن الإسلام أعطى للمرأة ما لم تعطيه لها الحضارة الغربية حتى يومنا هذا، لكن الواقع الإسلامي للمرأة قد لا يعزز هذه المقولات وهذه المعطيات.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

لقد قدم المغرب نموذجه الحضاري، ومطلوب منا أن نحيي ما نسميه بفقه البدائل، أي لا يكفي أن نقدم الصورة النظرية بل يجب أن نقدم البدائل العلمية مثل ما تكلمنا في قضية الاقتصاد والموقف من الربا فقد قلنا أنه محرم، ولكن لابد أن نقدم البديل من خلال المصارف الإسلامية التي تحيي المعاملات على الأصول الشرعية، والشركات الخاصة بالتأمين التي تقوم عليها الأصول الشرعية، وفقه البدائل هو الذي يقرب المثال إلى الواقع، ويعطي صورة حقيقية عن الإسلام وأعتقد أن هذه الخطوة على الطريق الصحيح، وقضية المرأة ظهر فيها فريقان من الناس، تراوح موقفهما بين الجمود والجحود، بين التفلت والتقوقع، وأريد أن أؤكد على عدة ثوابت في تناول الإسلام لقضية المرأة.

أولاً: نحن هنا نحتكم إلى المرجعية، التي تمثل النموذج البشري في عصر الإسلام الذهبي الأول، أعني نموذج فترة النبوة والقرون المفضلة المشهود لها بالخيرية، فمن النساء من أسلمت وكان زوجها كافرًا ومنهن من أسلمن وكان أبوها كافرًا، ومنهن من جعلت مهرها الإسلام، فاستقلت وهي تأخذ العقيدة، وهي تمارس الشعائر، وهي تجسد القيم وهي تشارك في حركة الحياة.

وأنا أعتبر أن الآيات القرآنية قد دلت على منهج واحد: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى، إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾ فالليل والنهار يشتركان في جنس الزمن، ولليل مهمة وللنهار مهمة، والرجل والمرأة يشتركان في جنس الإنسان ولكل منهما مهمة، ولكن يبقى الإطار الأول، اشتراك في أصل الإنسانية والكرامة الآدمية، والاشتراك في المسئولية وفي التكليف الشرعي، سواء بسواء، ولذلك لم يعرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفصل البائن في علاقة الرجل بالمرأة حيث كانت تشهد الجمعة والجماعة، وكانت تخرج في صلاة العيدين، وكانت صفوف النساء خلف صفوف الرجال، وجعل لهن النبي صلى الله عليه وسلم مدخلاً يدخلن ويخرجن منه، ومن يشهدن مجالس العلم مع الرجال، ولما رأين تزاحم الرجال على النبي صلى الله عليه وسلم، قلن له صلى الله عليه وسلم ” غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا من نفسك يومًا “([1])، وشاركن في الجهاد، وشاركن في العلم وفي سائر وجوه الحياة الاجتماعية والسياسية، وهذا هو الوضع الطبيعي الذي عاشت فيه المرأة، وحين حدث أن أراد بعض الحكام أن يخصص لطواف النساء زمنًا غير طواف الرجال فقال العلماء: كيف تمنعوهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال، غير أنهن لم يكن يزاحمن، ولذلك عندما نهض المجتمع، لم ينهض بأحد جناحيه، وإنما نهض بجناحيه معًا، فالعلم عرف معاذ بن جبل، وعرف عائشة، وعرف عمر بالفقه وعرفت أم الدرداء بالفقه كذلك، وعرفت بنت سعيد بن المسيب بالعلم كما عرف أبوها سعيد بن المسيب كذلك، وفاطمة السمرقندية، وأم الخير وغيرهما كلهن قد روين البخاري ومسلم، ولما أمر عمر بن عبد العزيز الزهري أن يجمع ما تفرق من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره في أن يذهب إلى عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية فوجدها بحرًا ووجد عندها من العلم ما تفوقت به على كثير من التابعين.

وقد تفقه كثير من أئمة الإسلام على نساء، فإذن نحن قضيتنا بين الإفراط والتفريط، بين الذين وسعوا من مفهوم سد الذرائع وجعلوا مفهوم الآية القرآنية: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ كأنه الحبس وللأسف انتشرت أحاديث موضوعة مثل ” لا تسكونهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة “([2])، ” وشاوروهن وخالفوهن ” ([3]) حتى إن بعضهم استكثر على المرأة أن تقرأ بالسور الطوال فقال (صلاة الفتح بالحمد والإخلاص تجزئ عن يونس)، كذلك في العمل قالوا:

ما للنساء وللكتابة والخطابة والعمالة

هذا لنا ولهن منا أن يبتن على جنابة

فاختزلها في الشهوة، ومنهم من قال أن المرأة لا تخرج من هذه الدنيا إلا مرات ثلاث، تخرج من بطن أمها إلى الدنيا، ثم تخرج من بيت أبيها إلى بيت زوجها، ثم من بيت زوجها إلى قبرها.

الأستاذ أحمد فراج:

هذا ليس بكلام فقهاء، وأظنه كلام تردد في عصور الانحطاط.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

نعم، ولكن هناك في تراثنا من أصل لهذا الفكر، وقال إن المرأة لا تخرج إلا للضرورة، يا أخي ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ إذا فسرت بمعنى الحبس، فالحبس كان عقوبة في أول التشريع للمرأة التي تأتي الزنا: ﴿وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً﴾ بعد ذلك الآية كانت في سياق الحديث عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولهن من الخصوصية ما ليس لغيرهن، حتى إذا قصد العموم، فالآية تتحدث عن أدب الخروج، بدليل أنه تعالى قال: ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ فهذا أدب متعلق بحركة الحياة ﴿ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ والقول نفسه متعلق بأدب المخاطبة مع الآخر : ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ وهذا متعلق بأدب السعي في حركة الحياة.

فأنا أعتقد أن المرأة اليوم سلاح استغله الخصوم – أعني الغرب طبعًا – حيث جعل المرأة سلعة تباع وتشترى، ونحن كذلك في بعض التيارات التي حاولت أن تحجم دور المرأة، حتى في المشاركة السياسية، وقالوا أنها تؤدي إلى الاختلاط والإسلام قرر أهليتها وأجاز لها أن تتصرف في المال وأن تكون وكيلة فيه عن غيرها، وتوكل غيرها إن شاءت، كذلك يمكن أن تكون وكيلة عن بنات جنسها في الأمة لتمثل قضايا النساء في مجلس الشعب وفي البرلمان وفي غير ذلك.

فحتى موضوع المشاركة السياسية منهم من منعها منه بحجة أنها تدخل في مفهوم الولاية العامة، مع أن الحديث يقول “خاب وخسر قوم ولوا أمرهم امرأة “([4]) وتحدث الفقهاء عن المقصود بالولاية.

الأمر الثاني قضية المبالغة في سد الذرائع لأن المبالغة في سدها تعني المبالغة في فتحها.

الأستاذ أحمد فراج:

وفي مسألة الولاية إذا أذنت لي؛ بعض الناس يرى أنه لم تصبح الولاية الآن هي نفس الولاية العظمى بالمعنى الدقيق، بل صارت هناك مؤسسات تحكم وتتخذ القرار.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

نعم، المؤسسات هي التي تحكم، وأنا أذكر أن أبا الأعلى المودودي رحمه الله عندما وقف مع فاطمة جناح مؤيدًا لها ضد خصمها في الانتخابات، وقال له بعض الفقهاء أنت تؤيد فاطمة جناح والحديث يقول ” لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ” فقال لهم وهل يفلح قوم ولوا أمورهم طاغية، فإذا كانت المفاضلة بين أمرين: امرأة تعطي الحريات وتؤيد كرامة الإنسان، وتتيح للناس أن يتنافسوا تنافسًا حرًا شريفًا في خدمة قضاياهم، وأن يكونوا آمنين على حياتهم ودماءهم وأنفسهم، والبديل لهذه المرأة هو الطاغية المستبد، يكمم الأفواه ويضايق على الناس، فالمرأة هنا وهنا اعتبار أشرف وأكرم يسمى بفقه الموازنات.

الآن إن لم تتعلم وتتثقف كيف تستطيع أن تواجه هذا الغزو الثقافي الكاسح الذي غزانا في بيوتنا بغير إذن منا، فقد دخلت الفضائيات، ودخل الانترنت، فكيف تهيئ المرأة مناخًا صالحًا لأبنائها وبناتها في البيت إن لم تكن هي على وعي وإدراك بتحديات الحياة، ولذلك لابد أن تخوض معركة التدافع الحضاري وتقدم الرؤية الإسلامية المناسبة، وهو كما قلت سلاح ذو حديث.

وقد حديث لي موقف عجيب في ولاية إنديانا حيث دعاني بعض الطلبة لإلقاء محاضرة في المسجد، وفوجئت أن النساء لم يحضرن، فقلت لعلهم في الجامعة أو غير ذلك، ثم دعاني بعض الأخوة لمحاضرة في صالة صغيرة للنساء، وحينما جئت لأتحدث وجدت نفسي جالسًَا على كرسي وأمامي ميكرفون والصالة أمامي خالية ليس فيها أحد، ثم طلب مني الحديث، فقلت أين الأخوات والنساء، قالوا هن في غرفة أخرى، قلت: لماذا؟ قالوا: هناك في حرج شرعي من الاستماع إليك مباشرة، فقلت: أيذهبن للجامعة، قالوا: نعم، أيذهبن إلى المتاجر، قالوا: نعم، أيذهبن إلى الأسواق قالوا نعم، أيذهبن إلى الأماكن العامة الترفيهية ويخالطن الكفار، ويتعاملن معهم، قالوا نعم، فقلت سبحان الله ثم يحرمن من تلقي الأمر الشرعي، والله هذا شيء عجيب.

أولسن يطفن مع الرجال ويصلين مع الرجال في بيت الله الحرام؟ فهل نحن أكثر غيرة على هذا الدين من النبي صلى الله عليه وسلم.

وبعض البيئات لا تكون الأعراف فيها أصيلة من حيث المطلقات الشرعية، فبعض البيئات لا تمكن الخاطب من النظر إلى مخطوبته، وما يدري حين يدخل عليها بالليل قد يفاجأ بها ضبعًا أو سبعًا، الله أعلم بها، مع أن هناك حديثًا يقول ” انظر إليها فأنه أحرى أن يؤدم بينكما “([5])، وقال صلى الله عليه وسلم هلاّ نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئًا([6])، والمودة نفسها لابد أن تحدث حتى توجد السكينة النفسية والطمأنينة.

الأستاذ أحمد فراج:

لابد أن يتحاور المسلمون في مثل هذه القضية حتى نصل على الأقل إلى حد أدنى، وحتى نستطيع أن نقول للغرب أن الإسلام أعطى المرأة كافة الحقوق ويجسد هذا الواقع ويعبر عنه ولا يكتفي بكونه كلامًا نظريًا.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

هل من المؤسف الآن أن هناك عشرات العلماء المسلمين الذين يشار إليهن بالبنان، لكن قل لي هل برزت في الأمة امرأة يشار إليها بالفتوى أو العلم الشرعي أو الدعوة المتميزة والفهم العميق.

الأستاذ أحمد فراج:

مع أننا نجد في بعض المجالات الأخرى النساء بصورة أكثر من الرجال، حتى في الذرة والاقتصاد والسياسة والإعلام، فلماذا تحجب المرأة عن المجال الشرعي الذي أعتقد أن الجامعات الإسلامية فتحت المجال فيه بصورة كبيرة.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

نحن نريد أن يضخ الدم في شرايين هذه الأفكار وتصحح الرؤى لتكون المرأة المسلمة مواكبة لحركة الحياة بتكونها وتفاعلها، ونحن عندنا تجربة المرأة التي شاركت في البرلمان، وكذا الوزارات.

الأستاذ أحمد فراج:

من بين كل الأطروحات التي تقدم عن الإسلام ومشروعه الحضاري، هل تعتقد أنه يمكن القول بأن هذا المشروع يتلخص في الآية الكريمة: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ هل يمكن أن تلخص هذه الآية مضمون المشروع الإسلامي في توجهه نحو الإنسانية التي تشكل الفرد والأسرة والمجتمع؟

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

في الآية جامعة مانعة، والقرآن لا تنقضي عجائبه، والنبي صلى الله عليه وسلم، وهو المبين عن ربه عز وجل وصف رسالته بقوله: ” إنما أنا رحمة مهداة “([7])وبالتعبير بالعالمين يشمل الأنس والجن، ويشمل المؤمنين وغير المؤمنين، وهذه الرحمة وسعت العالم مؤمنًا تابعًا، مسالمًا مهادئنا، عدوًا مخالفًا، حيوانًا أعجمًا، نباتًا أخضرًا، وسعتهم جميعًا رحمة ورفقًا وعناية، وهذا هو لب الرسالة التي نحملها، وأنا أجد هذا المعنى قد عبر عنه الإمام علي كرم وجهه حينما ولّى مالك بن الحارث الأشتر ولاية مصر، ومصر فيها المسلم وغير المسلم، قال: ” اعلم يا مالك أني قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجوار” وإن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح، وأشعر قلبك الرحمة بالرعية، والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكون عليهم سبعًا ضاريًا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الذل، وتعرض لهم العلل، ويأتي على أيدهم من العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك، مثل ما تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك([8]).

وهذا نموذج رائع يعد دستورًا لمجتمع فيه المؤمن وغير المؤمن تظله الرحمة، ولذلك من صفات الله تعالى الرحمن الرحيم وهم يفرقون بين الرحمن والرحيم، فقالوا إن الرحيم خاص بالمؤمنين: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ أما الرحمن على شأنه فهو ذو الرحمة الواسعة الشاملة التي عمت الخلق ووسعت العباد في معاشهم وأرزاقهم، ولذلك قال سيدنا إبراهيم عليه السلام ﴿ وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ ﴾ فوسعتهم هذه (الرحمن).

كل من جادل في أمر الإمامة وقال: ﴿ قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ أمر الإمامة هذا ينال بمقاييس: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ بالصبر واليقين تنال الإمامة([9]).

وقد قالوا أن الرحمة مركبة من أمرين من رقة وعطف، ومن إحسان، فجعل الله تعالى الرقة والتعاطف بين البشر، وتفضل بالإحسان، ولذلك هو (رحمن) في الدنيا ورحيم في الآخرة وهذه الرحمة انسكبت في النفس الإنسانية حين خلقها الله تعالى بيده في أحسن تقويم، وأسجد لها الملائكة، ونفخ فيها من روحه، وكرمها في الملأ الأعلى، وعلمها أسماء اللغات ومفاتيح العلوم، وأمر الملائكة بالسجود لها، وكرمها في الأرض حين سخر لها سائر الكائنات، وسخر ما في السماوات وما في الأرض، ثم عرفها بذاته العلية، ثم جعل التوحيد مدخلاً لسكينة النفس لأنه الحقيقة التي لا يرقى إليها شك، وحين ينسكب هذا التوحيد على النفس يجعل فيها الطمأنينة والرحمة، ويجعل فيها أنها تخرج خوف المخلوق إلى خوف الخالق، وقال الشاعر السوداني محمد سعيد العباسي مشيرًا لهذا المعنى:

جزا الله هاتيك الحضارة شر ما جزا      بانتظار في الزمان المعاند

فـلم تـك يومـًأ والحوادث جمة         حمى لضعيف أو صلاح لفاسد

رعى الله عهد الراشدين وترية           سميت بالعصاميين وعمر وخالد

أما ويمـين الله وهـي آلـية             تقال فتغنى عن يمين وشاهد

سـأصفح عن هذا الزمـان           وما جنى متى ظفر الكفار منه بماجد

وإن القه جف الحياة رخيصة            وأثرته باثنتين سيف وساند([10])

فالسكينة الإيمانية الحقيقية تعطي نوعًا من الطمأنينة، ورحمة للنفس الإنسانية من خلال التوحيد، لذلك لما تجلت هذه الرحمة في سحرة فرعون قالوا له: ﴿ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ سورة طه: 72.

متى تجمع القلب الذكي وصارمًا  وأنف حامية تجتنبك المظالمي

وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم     فهل أنا في ذا همدان ظالم ****

وقد قال العباسي:

لا أكفر الرحمن نعمته فلي       فضل بفضل لساني المفتوق

مالي أخوف بالعباد وإنما         أمري إلى الخلاق لا إلا المخلوق***

ثم في مجال الرحمة فتح الله تعالى باب الأمل لعبادة على مصراعيه في قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ ولذلك لا ينبغي أن يتطرق الإحباط إلى النفس الإنسانية.

ثم ينتقل الإسلام بهذه الرحمة إلى محيط الأسرة، في العلاقة بين الزوجين، وكنا في مرحة الشباب متحمسين لأناشيد الجهاد، فكان الشاب يريد أن يتزوج وفي ليلة الزفاف، ولأن مفهوم الرحمة قد غاب حتى حينما يقال له أنشد أو قل كلمة بمناسبة العرس، فيقول بعض الأناشيد الجهادية من نوعية أقسمت يا نفسي على أن تنزلنه طائعة أو لتكرهنه، مالك تكرهين الجنة، وهذه كلمات كان يقولها عبد الله بن رواحة في الجهاد داخل المعركة، والمقام هنا ليس مقام معركة، فالنبي صلى الله عليه وسلم، أدى مثالاً يراعي فيه مزاج القوم حين علم أن هناك عريسًا عند الأنصار فقال: ” هلا بعثتم معها من يغني فإن الأنصار قوم يعجبهم اللهو، فلو بعثتنا معها من يقول أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم، ولولا الحبة السمراء لم نحلل بواديكم، ولولا الحبة السمراء ما سمنت عذاريكم”([11]).

الأستاذ أحمد فراج:

كان يدعوهم للاحتفال بالزواج إذن؟

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

وهذه العلاقة الدافئة الحميمة التي عبرت عن المودة والرحمة، عبر عنها أحد الأدباء فقال:

رأيت الهلال ووجه الحبيب    فكانا هلالين عند النظر

ولـم أدر من حـيرتـي فيهما           هلال السماء من هلال البشر

ولـولا التـورد في الوجنتين            وما رعاني من سواد الشعر

لكنت أظن الهلال والحبيب               وكنت أظن الحبيب القمر

وهذه الرحمة هي ما عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: ” خيركم خيركم لأهله”([12])، العلاقة مع الأطفال، وأنا أعرف بعض المتدينين تكون العلاقة بينهم وبين أبنائهم علاقة حواجز تفصل كذلك بعضهم عن بعض مع أننا، نجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الجمعة يرى بعض  أحفاده وهو يتعثر في مشيته، فيقطع الخطبة، وينزل من على المنبر ثم يضمه إلى حنايا صدره، ويصعد به إلى المنبر ويكمل الخطبة([13])، ويطول السجود حتى يتعجب الصحابة فيقول: إن ابني قد ارتحلني وأني قد كرهت أن أعجله، حتى يقضي حاجته، أي حتى ينتهي من اللعب([14]).

الأستاذ أحمد فراج:

هل هناك أحد يتصور أن الرسول صلى الله عليه وسلم، يمشي على يديه وركبتيه ويركب على ظهره الشريف الحسن والحسين، أو أنه صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة؟

 

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

نعم سابقته مرة وسبقها، والآن لو أن أحدًا من أصحاب اللحى الطويلة سابق امرأته لعد ذلك من خوارق المروءة أو الكبائر.

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ” من لا يَرحم لا يُرحم”، ” لا تنزع الرحمة إلا من شقي “([15])

وفرض الإسلام الرحمة في التعامل أيضًا مع الحيوان الأعجمي، فقال صلى الله عليه وسلم أنه لا يعذب بالنار إلا رب النار حينما أحرق بعض الصحابة قرية للنمل([16]).

وغفر الله لامرأة كانت بغيًا – أي زانية – من بني إسرائيل رأت كلبًا أدركه العطش فنزعت خفها وسقت الكلب فشكر الله صنيعها وغفر لها([17])ودخلت امرأة النار في هرة حبستها([18])وفي سنن الترمذي نجد حديثًا عظيمًا يقول: ” لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها “([19])وهذا حديث دليل على مشروعية حفظ الأجناس من الانقراض.

وهذه الرحمة وسعت حتى النبات، وهذا كله إحياء النبات وإعمار الأرض والحفاظ على مصادر الحياة، والحفاظ على نقاء الجو من التلوث، من سبل الرحمة في التعامل مع الكون، والحضارة الغربية الآن تتعامل مع الكون بمنطق السيطرة، والهيمنة والغلبة، وليس بمنطق القرآن مستخلف لتعميرها أنها مسخرة لخدمة الإنسان، وهو مستخلف لتعميرها.

الأستاذ أحمد فراج:

هذه قضية مهمة للغاية موضوع للبيئة فنحن نعرف أن عناية الإسلام بالبيئة جزء من رسالته الشاملة أما عناية الحضارة الحديثة بالبيئة فعمرها لا يتجاوز سنوات، والكلام عنها، وعن معروف المواد التي تسبب التلوث في الكون، وهذا كلام اجتمعت له الدول ووضعت له اتفاقيات عديدة، وهناك إحدى الاتفاقيات انسحبت منها دول عظمى منها وعناية الإسلام بالبيئة ملفتة للنظر فقد حرم الإفساد في الأرض، وحارب الذين يفسدون فيها.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

أولاً: البيئة والكون من حولنا مصدر من مصادر المعرفة في الإسلام فالمعرفة لها مصدران، معرفة شرعية، ومعرفة طبيعية، فالشريعة مصدرها الوحي، أما الطبيعة فمصدرها الكون، والوسيلة للمعرفتين، السمع والأبصار والأفئدة، والتعامل معها واجب شرعي، فينبغي أن نحسن التعامل مع وسائل المعرفة الطبيعية، كما نتعامل مع الوسائل الشرعية.

الأمر الثاني: العلاقة بيننا وبين البيئة، والكون علاقة لها بعد روحي، فقد جعل الله عز وجل هذا الكون عابدًا ومسبحًا وترك للإنسان حرية الاختيار فحينما يكون المسلم محققًا للعبودية لله يكون في رحلة تناغم وانسجام مع هذا الكون العابد المسبح، ولهذا قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ﴾ سورة سبأ (10) يعني رجعي تسبيحك ليكون منسجمًا مع تسبيح داود، وفي موضع آخر، يقول: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾، قال ابن عباس: إذا مات المؤمن بكى عليه بابه من السماء ومقعده من الأرض، أي بكى عليه موضع صعود عمله الطيب، وموضع سجوده وصلاته([20])ثم بين المسلم وهذه البيئة علاقة عاطفية فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: ” أُحد جبل يحبنا ونحبه “([21])، وقال إني لأعرف حجرًا كان يسلم علي قبل أن أبعث؛ إني لأعرفه الآن([22])، وصنع له صلى الله عليه وسلم منبر خشبي بدل الجذع الذي كان يخطب إليه، فحن له الجذع، وسمع له صوت كصوت الناقة التي فقدت ولدها([23])، الحس الجمالي مفقود عند المسلمين، مع أن الله عز وجل جميل يحب الجمال، وقد أمرنا بطهارة الباطن والظاهر، ولذلك يقول الله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ المدثر:( 4)، وهذه الآية يسترشد بها الفقهاء على وجوب طهارة الثوب، ويأخذ منها أهل التزكية طهارة الباطن، وهناك إشارات مثل هذا في القرآن الكريم عن العلاقة الجمالية بالكون فهناك حديث عن الزينة والبهجة والجمال: ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ﴾، حدائق ذات بهجة، ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ﴾، ﴿ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ ثم بعد ذلك يأتي الاستمتاع بالطيبات، وعدم الاستمتاع في مقابل الاستفهام الإنكاري ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ .

وكثير من الآيات التي تتحدث عن البيئة، وعلاقة تربطنا بها عاطفية وروحية وجمالية وأن رؤية الإسلام في التعامل مع البيئة تنبع من منطلق التسخير.

الأستاذ أحمد فراج:

وكذلك الكلام عن الأشجار والغابات على أنها رئة الأرض، وفي هذا حفاظ على البيئة والموارد، وهذا ضد عملية الإفساد.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

نعم، ففي الجهاد يقال لهم لا تقطعوا شجرًا مثمرًا ولا نخلاً ولا كذا ولا كذا، وهذا حفاظ على البيئة، وكذلك الحفاظ على الأجناس من الانقراض (لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها)([24]).

 

 

 

الأستاذ أحمد فراج:

وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ﴾ ففي هذا استنكار للإفساد في الأرض، كذلك: ﴿ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

نعم، وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم أعطوا الطريق حقه([25]) وكلها معاني تصلح بلورة لمشروع حضاري في النظر للمشاكل التي يعاني منها العالم في قضايا كإفساد البيئة وطبقة الأوزون، والتلوث الإشعاعي كما في محطة تشرنوبل، التي حدث فيها التسريب للغازات السامة وثاني أكسيد الكربون، كذلك إذابة الجليد القطبي وما يترتب عليه من تأثير كبير جدًا، وهذا كله يؤكد الاختلال الكوني لأن العالم لم يتعامل مع البيئة بمنطق السنن الإلهية في قاعدة التسخير وهذا جانب من الجوانب أعتقد أنه يدخل ضمن المشروع الحضاري الذي يندرج تحت قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾.

الأستاذ أحمد فراج:

هذه الرحمة تشمل أيضًا أمة الدعوة، وليس أمة الإجابة فقط.

الأستاذ الدكتور عصام البشير:

أمة الإجابة هم الذين استجابوا لله ورسوله وأسلموا لله أما أمة الدعوة فهم غير المسلمين الذين يدعون إلى الإسلام ونلاحظ أن من رحمة الله أن أنزل بعض آياته محكمات وأخر متشابهات، وجعل الخلاف رحمة ولذلك قال: ﴿ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ هود: 119، أي خلقهم ليرحمهم، والنصوص تفهم باللغة، واللغة فيها المجاز والحقيقة، والخاص والعام، والمطلق والمقيد، ونحن نجد هذه السعة في فهم النصوص، فالرحمة تجلت أولاً في أمة الإجابة من حيث تعدد الإفهام منهم النصوص والبنية الدلالية، والتفاوت في النظر للأدلة برهان على أن الرحمة في التشريع، والرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب لم يعنف أحدى الطائفتين في صلاة العصر في بني قريظة، ليقرهم على مبدأ الاجتهاد([26])، ولذلك عرف تراثنا رخص ابن عباس، و شدائد ابن عمر، وعرف المدرسة المضيقة والمدرسة الموسعة، وعرفت مدرسة أهل الظاهر ومدرسة الفحوي والمقاصد، وعرف مدرسة أهل الأثر، ومدرسة أهل الرأي، وهذا كله خصوبة في الفكر، وقد قال القاسم ابن محمد ما يسرني أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم اتفقوا، لو اتفقوا لكان الأمر عسرًا وكان مشقة ولكن اختلفوا فكان اختلافهم رحمة، وهناك قواعد شرعية كثيرة جدًا في ذلك الأمر إذا ضاق اتسع ” المشقة تجلب التيسير” “عموم البلوى من موجبات التيسير” ” الضرورات تبيح المحظورات ” ” الحاجة تنزل منزلة الضرورة خاصة كانت أو عامة”.

الأستاذ أحمد فراج:

ربما تكون هذه بعض صور الرحمة أو مشروع الرحمة الحضاري إن جاز التعبير، وأعتقد أن هناك مجالات أخرى تزيد هذا الأمر وضوحًا، وتبين مجالات الرحمة مع أمة الدعوة وسبل التعاون، مع كل القيم التي تؤكد على اتساع أفاق الرحمة في الإسلام، لتشمل آفاق الحياة كلها، وهذا يمكن أن يكون موضوعًا مستقلاً في لقاء قادم إن شاء الله.

ويبقى أن نقدم خالص الشكر إلى الأستاذ الدكتور عصام البشير، المفكر الإسلامي المرموق ووزير الأوقاف في جمهورية السودان الشقيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

( [1] ) حديث صحيح، رواه البخاري 1/50.

( [2] ) حديث موضوع، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/126.

( [3] ) سبق تخريجه، وهو حديث موضوع.

( [4] ) حديث صحيح، رواه البخاري 45/1610.

( [5] ) حديث صحيح رواه الترمذي 3/397، وأحمد في المسند 4/244.

( [6] ) حديث صحيح، رواه مسلم 2/1040.

( [7] ) حديث صحيح، رواه الحاكم في المستدرك 1/91، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمتقي الهندي 11/601.

( [8] ) نهج البلاغة للشريف الرضي 621.

( [9] ) سياق غير واضح.

( [10] ) سياق غير واضح.

( [11] ) حديث حسن رواه ابن ماجة في سننه 11/612، وأحمد في المسند 3/391.

( [12] ) حديث صحيح، رواه الترمذي وحسنه 5/709، وأحمد في المسند 2/377.

( [13] ) حديث صحيح، رواه الترمذي وحسنه 5/658، وأبو داود في سننه 1/358.

( [14] ) حديث صحيح، رواه النسائي في سننه 2/229، وأحمد في المسند 3/493.

( [15] ) حديث صحيح، متفق عليه، صحيح البخاري 5/2235، صحيح مسلم 4/1809 واللفظ للبخاري.

( [16] ) حديث حسن، رواه الترمذي وحسنه 4/323، وأحمد في المسند 2/442.

( [17] ) حديث صحيح، رواه أبو داوود في سننه 2/61، وأحمد في المسند 3/494.

( [18] ) حديث صحيح، متفق عليه، صحيح البخاري 3/1279، رواه مسلم 4/1761.

( [19] ) حديث صحيح، متفق عليه، صحيح البخاري 2/834، صحيح مسلم 2/622.

( [20] ) حديث صحيح، رواه الترمذي 4/78، والنسائي 7/185.

( [21] ) هذا الأثر روي عن ابن عباس في شعب الإيمان للبيهقي 3/183.

( [22] ) حديث صحيح، متفق عليه، صحيح البخاري 2/539، صحيح مسلم 2/993.

( [23] ) حديث صحيح، رواه مسلم 4/1782.

( [24] ) سبق تخريجه، وهو حديث صحيح

([25]  ) حديث صحيح، متفق عليه، صحيح البخاري 5/2300، صحيح مسلم 3/1675.

( [26] ) يقصد فضيلة الأستاذ الحديث الصحيح الذي رواه ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الأحزاب قال لأصحابه: (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ) فأدركهم العصر في الطريق، فقال بعضهم، لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم بل نصلي؛ ولم يرد منا ذلك، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف أحدًا منهم، صحيح البخاري 1/321، صحيح مسلم 3/1391.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *