فتاوى- أسئلة واستفسارات المشاهدين 7

حلقة

نور على نور

المذاعة في الساعة 2.45 من مساء يوم الجمعة الموافق 6 يوليو سـنة 1973

“فضيلة الشيخ الشرباصي “

الاستاذ أحمد فراج

سيداتي وسادتي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

البرنامج يرحب بالأسئلة التي تصل من حضراتكم، وطبعًا لاحظتم أن الفترة الأخيرة يمكن نسبيًا كان فيها حلقة أو أكثر من الحلقات المفتوحة التي نُقدم فيها أسئلتكم والفتاوى التي ترسلونها للبرنامج مع ذلك لا نستطيع أن نوفي كل الطلبات والأسئلة التي تصل إلينا من السادة المشاهدين، ورغم هذا فالبرنامج يحرص على أن يقدم حلقات أخرى إضافية في هذا الموضوع، ويُسعدنا أن نستضيف لهذه الحلقة فضيلة الأستاذ الشيخ الدكتور أحمد الشرباصي، ويمكن فيه نقطتين أحب أن اذكر بهما، النقطة الأولى وهي تكرار لما سبق أن البرنامج عرضه، وهو رجاء بالا يحدد موعد للإجابة لأنه لا يكون في إمكانية البرنامج دائمًا أن يملك تحديد موعد مسبق للحلقات المفتوحة، النقطة الثانية أن هناك بعض الأسئلة تكاد تكون فردية إلى ابعد الحدود، وهذه لا تكون لها أولوية بالنسبة للرسائل التي نراها من وجهة نظر البرنامج أن موضوعها يشمل عدد كبير في تصورنا من السادة المشاهدين، على أي الحالات في كل وقت يحرص البرنامج على أن يكون في خدمة السادة المشاهدين، والموضوع الذي نبتدئ به في أول رسالة بتوقيع ز.أ.م من شبين القوم محافظة المنوفية، تعليق على ندوة سابقة للأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي كان قد تكلم فيها عن بعض الكتب والمؤلفات يرجو صاحب الرسالة أن نذكر بعض المراجع حتى المراجع التي تكلمنا عنها يريد أن نقولها ببطء حتى يستطيع أن يسجلها، ويشترك معه في نفس الموضوع الأخ محمد محمود درويش من حلوان الحمامات يطلب أسماء بعض الكتب لأنه يثقف نفسه ثقافة إسلامية، وهو محتاج إلى بعض المراجع الإسلامية، وما هي الكتب التي يمكن أن يقرأ فيها حتى يتدرج في صلته بالثقافة الإسلامية، نبتدئ بهذا الشق من الموضوع، لأن هناك أسئلة أخرى في الرسالة، فنأخذ موضوع الكتب أولا، وكيف أي شخص يريد أن يقرأ ويتثقف، فما هي الكتب التي يقرأ فيها، والموضوعات التي يقرأها.

فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي:

بسم الله الرحمن الرحيم، أبدأ أولا بحمد الله تبارك وتعالى على هذه الروح الطيبة المبشرة بالخير المُقبل، لأن المشاهدين وفيهم شباب ورجال، يبدو منهم هذا الحرص على التعرف إلى الثقافة الإسلامية والازدياد منها، ويريدون أن يسلكوا مسلكاً مرتبًا.. منسقًا فيما يتعلق بالازدياد من هذه الثقافة، وافهم من السؤالين أن أحدهما يحرص على معرفة الكتب التي كنا قد اشرنا إليها، وهي التي تتعلق بناحية تأييد الدين عن طريق العلم، واثبات جانب من حقائق الدين بالطريق العلمي، والشطر الثاني من السؤال يتعلق بكتب عامة يريد صاحبها وهو مثقف كما يفهم من السؤال، يريد منها أن يزداد ثقافةً، وفقهًا في الإسلام فيما يتعلق بالشطر الأول، هناك كتب كثيرة يمكن للسائل الفاضل أن يرجع إليها هو وأمثاله، هناك مثلًا كتاب مع الله في السماء للدكتور أحمد زكي وهو صادر عن دار الهلال، هناك كتابة قصة الإيمان لسماحة الشيخ نديم الجسر، وهو مطبوع في بيروت ومنه نسخ موجودة في القاهرة، كتاب الدين والعلم للمشير أحمد عزت باشا التركي، وقد قام بترجمته المرحوم الدكتور عبدالوهاب عزام، وهو مطبوع في لجنة التأليف والترجمة والمنشر بالقاهرة، هناك كتاب العلك يدعو إلى الإيمان تأليف الباحث الأمريكي كريس ميرسون، وترجمة الأستاذ محمود صالح الفلكي، وقد نشرته مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة، هناك كتاب الله يتجلى في عصر العلم لمجموعة من المفكرين الغربيين، وترجمة الدكتور عبدالكريم سرحان، هناك كتاب الإسلام والعلم والمدنية للأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، هناك كتاب الإسلام يتحدى تأليف المفكر الهندي وحيد الدين خان، وترجمة ظفر الدين خان، وهو نشر مطبعة دار الاعتصام بالقاهرة، وهكذا نرى أن الذاكرة تُسعفنا بطائفة من الكتب التي تتحدث عن الإسلام وعن الدين بأسلوب علمي ومنهج جامعي، وهناك غير ما ذكرنا كتب كثيرة، فيستطيع الأخ السائل أن يتعرف إليها من خلال رجوعه إلى الكتب التي ذكرتها لأن أغلب هذه الكتب تذكر في صفحاتها أو في آخرها مراجع ومصادر منها المزيد لشبابنا وأبناءنا فيما يتعلق بالشطر الثاني من السؤال، أحب أن اذكر بطائفة أيضًا من الكتب، انصح للأخ وهو قد تجاوز مستوى المرحلة الثانوية في الثقافة أن يقرأ على سبيل المثال كتاب الإسلام والعلم والمدنية للإمام الشيخ محمد عبده، كتاب الإسلام عقيدة وشريعة للمرحوم الشيخ محمود شلتوت، كتاب خواطر الإصلاح للمرحوم الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر الأسبق، يمكن أيضًا أن يقرأ كتاب خُلق المسلم للشيخ محمد الغزالي، يمكن أن يقرأ كتاب عناصر القوة في الإسلام للشيخ السيد سابق، يمكن أن يقرأ كتاب نفحات القرآن للمرحوم الشيخ محمد عبداللطيف السبكي، يمكن أن يقرأ كتاب المجتمع الإسلامي كما تصوره سورة النساء للمرحوم الشيخ محمد محمد المدني، يقرأ أيضًا كتاب القصص الهادف كما تصوره سورة الكهف للمرحوم الشيخ المدني، يمكن أن يقرأ كتاب العقل المؤمن للأستاذ عبدالمنعم خلاف، يمكن أن يقرأ كتاب الرسالة الخالدة للأستاذ عبدالرحمن عزام، وهكذا نجد المكتبة الإسلامية بعشرات بل بمئات الكتب المعاصرة الإسلامية الجيدة التي ترشد قارئها إلى متابعة الطريق وعلى استعداد لكي تعاون الأخ السائل شخصيًا إذا ما أراد المزيد من الكتب التي تصدر له في المستقبل القريب أو البعيد إن شاء الله.

الأستاذ أحمد فراج:

الواقع أننا لا نستطيع أن نقول أن هذه الكتب حصر كامل مع غزارتها وثراء ما فيها، طبعًا بالنسبة للمستوى الثقافي الذي يستطيع أن يستوعب الجوانب الفكرية، كُتب الأستاذ مالك بن نبي، وهناك كتب العقاد وغيرها، وهناك في الفقه مجموعة فقه السنة للأستاذ الشيخ السيد سابق فيها كل ما يتعلق بالأحكام وكل ما يتعلق بالفقه الإسلامي، على أي الحالات الأسماء التي ذكرها فضيلة الأستاذ الشيخ الشرباصي على سبيل المثال تصلح نواة لمكتبة، فتصلح لأكثر من مستوى من مستويات الثقافة، والأقل من المتخصصة، في موضوع يتعلق بصلاة التسابيح، والحقيقة صلاة التسابيح كنا قد ذكرنا كلمة عنها من مدة طويلة، ولا بد أن نأخذ فكرة عنها مرة ثانية، لأنه فيما يتعلق بعدد التسبيحات التي يتذكرها المصلي، بعض الأخوة سأل هل لو نسى الشخص عدد التسبيحات ولا يستطيع أن يتذكرها، فهل يستطيع أن يستعمل أصابعه في العد وهو يصلي، فنحب أن نأخذ فكرة مبسطة عن صلاة التسابيح.

فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي:

أتذكر فعلًا أني كنت قد تحدثت عن صلاة التسابيح في برنامج نور على نور من مدة طويلة، وعقب هذا الحديث رأيت اهتمامًا كبيرًا عن طريق البرنامج وعن طريق التليفون، وعن طريق المقابلة الشخصية، اهتمامًا زائدا بصلاة التسابيح حتى خشيت أن يكون هذا الاهتمام على حساب الاهتمام بالفرائض الخمس وهي صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، لأن هذه هي الأساس، وأما صلاة التسابيح فهي صلاة مسنونة مجرد أنها من صلاة التطوع، فلا يجوز أبدا أن تشغلنا عن صلاة الفرائض، وعن الواجبات الموجودة في الشريعة الغراء، ولكي نتذكر صلاة التسابيح نقول باختصار أنها عبارة عن أربع ركعات ينويها الإنسان بنية صلاة التسابيح، ويصليها صلاة عادية فيما يتعلق بقراءة الفاتحة وقراءة أي سورة أو آية عقب الفاتحة، ثم يقول عقب ذلك خمسة عشرة مرة “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله اكبر” ثم يركع ويسبح تسابيح الركوع، ويقول بعد تسابيح الركوع، ويقول بعد تسابيح الركوع هذه العبارات عشر مرات.. “سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله اكبر” ثم يرفع ويقول هذه العبارات عشر مرات، ثم يسجد ويقولها في السجود بعد تسبيح السجود عشر مرات، ثم يجلس من السجود ويقولها وهو جالس عشر مرات، ثم يسجد مرة ثانية، وبعد تسبيح السجود يقولها عشر مرات، ثم يقوم ويجلس من السجود الثاني ويقولها عشر مات قبل أن يقف للإتيان بالركعة الثانية فالثالثة فالرابعة، وهكذا يفعل كل ركعة، فف كل ركعة سيقول هذا العبارات خمسة وسبعين مرة، ليس هناك مانع أن يستعين من يخشى النسيان أولا يستطيع ضبط العدد أن يستعين بالعد بأصابعه فردًا وضمًا حتى يضمن سلامة العدد الوارد في الصلاة.

الأستاذ أحمد فراج:

بالنسبة للاستماع للقرآن الكريم، بعض الأخوة يسألون هل يجوز أن الشخص يسمع محطة القران الكريم وهو نائم، هل هناك بأس من هذا مع أنه يركز الاستماع.

فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي:

الأصل المعتاد اللائق بالقرآن الكريم لِمَن يريد أن يقبل عليه ويلتفت إليه، ويستفيد منه ويأخذ عنه هو أن يكون منتبهًا سواءٌ كان واقفًا أو جالسًا أو نائمًا أو على غير ذلك من الأوضاع، ونستدل على جواز الاستماع إلى القرآن إذا كان الإنسان نائمًا مع انتباه وإصغاء بقول الله تعالى في سورة آل عمران ] إن فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[ (آل عمران:  190- 191).. وذكر الله هنا يشمل الصلاة، لأن فيها القراءة، وفيها الذكر الآخر، وأيضا يشمل الاستماع إلى الذكر بالإقبال على القرآن والإصغاء إليه، نعم لو سهل على الإنسان أن يستمع إلى القرآن وهو جالس متمكن مقبل على الصوت الذي يقرأ، لكان أفضل، لكن ليس هناك شرعي من أن يستمع إلى القرآن وهو نائم.

الأستاذ أحمد فراج:

بعض الإخوة أيضًا يسألون عن حكم بعض الصحف اليومية التي يكون موجود فيها آيات قرآنية، ثم تقع هذه الصحف على الأرض أو يُلقى بها على الأرض، وأحيانا لا تكون في أماكن نظيفة، وقد يدوس عليها الإنسان إذا كان في مثل هذه الأماكن، فما هو التصرف الذي يُمكن أن يفعله الشخص إذا وجد هذه الأوراق في أماكن عامة نظيفة أو غير نظيف، وماذا يجب أن يفعل؟

فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي:

هذا السؤال الطيب يذكرنا بتكريم الإسلام للكلمة، وتكريم الإسلام للحرف عمومًا، وتكريم الإسلام للغة القرآن، وهي اللغة العربية بوجه اخص، أن الإسلام ينظر إلى اللغة العربية نظرة الإقبال والرعاية والاحترام لأنها اللغة التي اختارها الحق جل جلاله لينزل بها كتابه الباقي على الدهر، ولذلك ينظر الإسلام إلى الكلام العربي نظرة توقير إلى حد معقول، وخصوصًا إذا اشتمل هذا الكلام على نصٍ من القرآن أو على كلام من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، أو على اسم من أسماء الله عز وجل، هنا يوجه الإسلام إلى صيانة ما يشتمل على هذه الأشياء من ورق، لا يعرضه الإنسان قدر استطاعته وقدر جهده لإهانةٍ أو احتقار، كاستعمال في استنجاء أو كوطء في الأقدام أو غير ذلك، وكثيرٌ من متحفظي العلماء نراهم في كثير من الأحيان يجمعون هذه الأوراق إذا كانت في مواطن الأقدام أو في أماكن لا تصلح للاحترام، ولعل مما يشير إلى ذلك أن الفقهاء عندما تحدثوا عن الورق الذي يصلح للاستنجاء اشترطوا أن يكون ورق غير محترم، أي ورق مخصص لهذا لا تكون فيه كتابة، ونص كثيرٌ منهم على أن هذا الورق إذا كان فيه كتابة عربية، فانه يكره استعمال هذا الورق للاستنجاء، ويحرم استعماله في الاستنجاء إذا كان فيه شيءٌ من القرآن أو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أو أسماء الله تعالى.. الأسماء الحسنى، لذلك ينبغي للمسلم أن يتوقي قدر طاقته المشاركة في استخدام هذه الأوراق في مواقف لا تكون على شيء من الاحترام أو التقدير، ويتجنب ذلك قدر الإمكان، وينصح بتجنبه بين مَنْ يعرف من الناس.

الأستاذ أحمد فراج:

رسالة بتوقيع س.أ. م بالإسكندرية فيها ثلاثة أسئلة في الواقع هل تنكشف المرأة على الطبيب، والسؤال الثاني هل يتجنب الرجل زوجته طول شهر رمضان، والسؤال الثالث السهو في الصلاة، فأثناء الصلاة، الواحد ينسى عدد الركعات التي صلاها، هل صلى ركعتين أم ثلاثة، صلى ثلاثة أم أربعة، فيكون غير متأكد فكثيرٌ من الناس يُسلم من الصلاة، ثم يُعيد الصلاة من جديد، فإذا كان من مَنْ ينسون، ويكثر عنده النسيان، فتكون المسألة أن يصلي مثلًا ست.. سبع مرات، ويركز ويتعب، ويجد عنت شديد في مثل هذه الحالات، فنرجو الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة.

فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي:

الدين يسرٌ ولا عسر فيه، والله تبارك وتعالى يقول]  وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[ (الحج: 78)، فالمرأة المسلمة يجوز لها لن تكشف من جسمها ما يحتاجه الطبيب الثقة، المأمون إلى الإطلاع عليه للعلاج، ولكن ذلك مشروط بأنه لا يتوافر طبيبة مسلمة مأمونة لكي تعالج المرأة، فإذا تواف للمسلمة المرأة الطبيبة كان واجبا عليها أن تلجأ إليها ما دامت ذات ثقة وذات حرص مأمونة، لكن لو شق على المرأة أن تجد طبيبة مسلمة، يجوز لها بدون أي حرج أن تكشف من جسمها ما يحتاجه الطبيب للإطلاع عليه لعلاجها، هذا فيما يتعلق بالسؤال الأول، بالنسبة للسؤال الثاني، وهو هل يتجنب الرجل زوجته طول شهر رمضان، هذا في الواقع سؤال غريب، الدين أيضًا يسرٌ لا عُسر فيه ] وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[ .. افهم من السؤال أن السائل تفهم أن يحرم على الزوج أن يقترب من زوجته في رمضان ليلًا بحكم المباشرة الزوجية أو نهارًا بحكم الخُلطة الزوجية التي تكون بينهم، وهذا غير صحيح، الإسلام لا يمنع اقتراب الزوج من زوجته في نهار رمضان، ولا يمنع معاشرة الزوج لزوجته معاشرة زوجية في أي ليلة من ليالي رمضان مادام ذلك بعد غروب الشمس، وقبل طلوع الفجر، حقيقةً يوجه الإسلام الزوج، وخصوصًا إذا كان في شبيبته أو كان لا يملك أمره العاطفي أو الجنسي إلا يعرض نفسه لمواقف قد تؤدي إلى إفساد صومه، كأن يقترب من زوجته ليقبلها أو يحتضنها فقد يؤدي هذا إلى إفساد الصوم، لتطور الموقف من جانب إلى جانب، فيما يتعلق بالمعاشرة الزوجية، يحرم حُرمةً قاطعة أن يعاشر الزوج زوجته في أي لحظة من لحظات أي نهار من أيام رمضان، ولكن يجوز له في أثناء الليل أن يباشر أو يعاشر زوجته معاشرة زوجية، مادام هذا بعد الغروب، وقبل طلوع الفجر، السؤال الثالث وهو يتعلق بالسهو في الصلاة في عدد ركعات الصلاة، الأمر سهل جدًا، ينبغي للمسلم أولا إذا قام للصلاة أن يهيئ نفسه حسًا وشعورًا لها، أما أن يقوم خطفًا أو أن ينتزع نفسه خطفًا من عمل يستحوذ عليه، ويدخل في الصلاة مباشرةً وبسرعة، يكون في ذلك الوقت عرضة للسهو والنسيان وشرود الذهن، لكن إذا قام الإنسان، وتهيأ للصلاة بالوضوء، واللجوء إلى المكان الذي سيصلي فيه، أو فرش سجادة الصلاة، وذكر شيء من الدعاء، أو إقامة الصلاة قبل الصلاة، ثم يدخل وهو جامع لذهنه وفكره، فان السهو سيبعد عنه على قدر الإمكان، فإذا فرضنا وسيطر عليه السهو أو هذا، أو شك هل صلى ركعتين أو ثلاثة، أو صلى ركعة أو ركعتين أو ثلاث ركعات أو أربع ركعات، فعليه في هذه الحالات أن يبني على العدد الأقل، بمعنى انه إذا شك في انه صلى ركعة أو ركعتين فيحسبها ركعة، إذا شك انه صلى ركعتين أو ثلاث ركعات يحسبها ركعتين، إذا شك انه صلى ثلاث ركعات أو أربع ركعات يحسبها ثلاثة، ويكمل، ثم يأتي بسجود السهو، وهو سجدتان قبل السلام، وعند الانتهاء من التشهد، وفي هذه الحالة يُعينه الله على أن يجمع ذهنه في أثناء الصلاة، ويقول في السجود “سبحان ربي الأعلى”.. ثلاث مرات، ثم يسلم بعد ذلك.

الأستاذ أحمد فراج:

الحقيقة موضوع السهو مفيد جدًا، وأن شاء الله نخصص له حلقة نتكلم فيها عن أحكامه، فيه بعض الأسئلة بتركز على الكلام أثناء خطبة الجمعة، والواقع انه ليس فقط خطبة الجمعة، والكلام خلالها الذي يحتاج منا إلى نوع من التعرف على حكم الإسلام فيها، لكن آداب الجمعة بصفة عامة، أحيانا نلحظ أننا في حاجة إلى أن نتعرف عليها أكثر، صحيح يمكن الكلام أثناء الجمعة ظاهرة أكثر إلحاحا، لكن أرجو لو تفضلتم بعرض سريع للآداب بصفة عامة التي يجب على المسلم أن يلتزمها وهو ذاهب لصلاة الجمعة، وأيضا وهو موجود بالمسجد.

فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي:

صلاة الجمعة هي اللقاء الأسبوعي المتكرر بين أبناء الإسلام، وهو بتعبير آخر العيد الأسبوعي للمسلمين وفيه يجتمع المسلمون داخل بيوت الله عز وجل ليزدادوا تعارفًا وتآلفًا، وليتشاركوا في الاستماع إلى عظة يستفيدون منها، وليتشاركوا أيضًا في عبادة الصلاة، يتقربون بها إلى ربهم في صورةٍ جماعية رائعة، هذا العيد، أو هذا اللقاء الأسبوعي له طائفةً من الآداب وجه إليها الإسلام، وينبغي أن يحرص عليها أنباء الإسلام، ومن المؤسف أن كثيرًا من هؤلاء قد أهملوا هذه الآداب، وتنكروا لها، من هذه الآداب أولا الحرص على تهيئة نفس الإنسان للاستجابة لنداء الجمعة، لأن الله تبارك وتعالى يقول في القرآن الكريم ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ أن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ[ (الجمعة: 9).. فيجب على الإنسان بمجرد أن يحس بدخول وقت الصلاة، أو حتى قبل دخول هذا الوقت أن يستجيب للنداء، وأن يتجه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، الأدب الثاني أن يحرص الإنسان المسلم على التكبير في هذه الاستجابة، والاتجاه إلى المسجد على قدر الطاقة والاستطاعة، فإذا كان خاليًا وليس وراءه واجبٌ يرتبط به، ويستطيع أن يبكر قبل الصلاة بنصف ساعة أو أكثر أو نحو ذلك، فانه من الخير أن يبكر، من آداب الجمعة التي ذكرها الفقهاء أيضًا، أن الإنسان إذا سهل عليه أن يمشي إلى المسجد يوم الجمعة للصلاة فذلك أفضل، أن لم يكن بعيدا في السكن أو لم يكن وقته ضيقًا أو عنده عمل أو يحتاج إلى ركوب سيارة أو ترام أو غير ذلك من وسائل الركوب، فيستحسن أن يمشي إلى المسجد ماشيًا مادام يقدر على ذلك، من آداب صلاة الجمعة أيضًا الاستحمام أو كما يعبر العلماء الاغتسال، وهو أن يستحم الإنسان قبل الصلاة ليزيل عنه ما تبقى من فضلات جسمه أو عرقه أو رائحة بدنه، لأنه سيشترك في اجتماع عام، فيجب أن يكون في منتهى النظافة، وفي منتهى الأناقة، وفي حالة تلطف وتخف وترق على جيرانه من اليمين والشمال، من آداب الجمعة أيضًا أن يذهب الإنسان إليها، وقد تعطر أو تطيب أو نال أي رائحة جميلة حتى لا يتأذى به جيرانه.

من آداب صلاة الجمعة أيضًا أن يلبس الإنسان لها ثوبًا نظيفًا أو جديدًا، بعض الناس كان يخصص ثوبا لصلاة الجمعة، لكن نحن في عادتنا المعاصرة نستحم في يوم الجمعة، ونغير ثيابنا الداخلية والخارجية، فيحسن أن يكون هذا مرتبطًا بوقت صلاة الجمعة أو قبلها، من آداب صلاة الجمعة أن يبدأ الإنسان في احتلال الأماكن المتقدمة من المسجد مادام قد حضر إلى المسجد مبكرًا، لأن هناك ظاهرة سيئة، وهو أن كل مَنْ يدخل المسجد في صلاة الجمعة أو الكثير منهم يؤثر أن يجلس في الأماكن المتخلفة، ويترك الصفوف الصفوف الخالية أو فيها ثغرات، بينما كان من الواجب أو مما ينبغي أن نملأ ونتم الصفوف، صفًا فصفًا، الأول فالثاني فالثالث، ولذلك يُكره الإنسان أن يتخطى رقاب المصلين وهم جلوس، لكن على المصلين أيضًا المبكرين إلا يعرضوا أخًا لهم لكي يتخطى رقابهم بأن يتركوا أماكن خالية أمامهم في المسجد، من آداب صلاة الجمعة أيضًا…..

الأستاذ أحمد فراج:

طبعًا هو لازم يملأ الصفوف الأمامية، لكن لا يُمكن أن أحضر المسجد متأخرًا ثم أكون حريصًا على الجلوس في الصفوف الأمامية، وسأجدها مليئة، فامكث أخطي فوق رقاب الناس، وإذا لم يسمح لي أخد فأتضايق…..

فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي:

هذا خطأ، ولا ينبغي أن يُفعل، الإنسان إذا بكّر كان أحق بالصفوف الأولى، لكن إذا تأخر ووجد الصفوف الأولى ممتلئة لا ينبغي له أن يتخطى الرقاب، إذا جاء ووجد قومًا قد جلسوا في الصفوف المتأخرة، وتركوا الصفوف الأمامية خالية، ولم يجد هو متسعًا في مكان وصل إليه دون تخطي الرقاب، فمن حقه بل قد يحسن به أن يتخطى الرقاب لكي يملأ الصفوف الخالية في مقدمة المسجد، ولذلك قلت أن بعضنا يعاون على ارتكاب هذا الأمر غير اللائق، وهو تخطي الرقاب، بأن يجلسوا في مؤخرة المسجد، ويَدعَوا مقدمة المسجد خالية، اللهم إذا كان لضرورة حارس أو لرجل يضطر إلى هذا لسبب من الأسباب، من آداب صلاة الجمعة أيضًا، أن يكون الإنسان متحليًا بالسكينة، والهدوء والوقار، ويشعر بأنه داخلٌ إلى بيت الله ليصلي فيه، فلا يضايق أحدًا بالمزاحمة ولا يرفع صوتًا، ولا يتكلم في أمرًا دنيوي، بل يجلس فإذا كان هناك مَنْ يقرأ.. يسمع، إذا كان ليس هناك من يقرأ، ويريد أن يقرأ هو، يقرأ في صمت، وإذا كان يصلي لا يشوش على غيره، ومن أهم آداب الجمعة، بل ومن أهم واجبتها أن يلتزم المصلي حُسن الإصغاء والاستماع إلى خطبة الجمعة، ويحرم عليه أن يتكلم مع جارة أو مع غير جاره في أمر دنيوي أو ديني، بل يجب عليه أن يتفرغ لسماع الخطبة، لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قال (إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة: أنصت، فقد لغوت) وفي رواية أخرى (فلا جمعة لك).. فبعض الأئمة يشدد ويقول إذا تكلم الإنسان لغير ضرورةٍ علق كعقرب أو سبع أو شبه هذا كما نص الفقهاء، فإن بعض الفقهاء يوجب عليه أن يصلي الظهر لأن جمعته لم تنفع، لكن يجب على الإنسان أن يبتعد عن التكلم أثناء الخطبة قدر الاستطاعة ويستطيع عند الضرورة أن يشير بإشارة، كان يشير لشخص يمتنع عن الكلام، لكن لا يمنعه عن الكلام بكلام مثله وإلا شاركه في المخالفة.

الأستاذ أحمد فراج:

حتى الذي يقول له، اسكت ولا تتكلم هذا يعتبر لغو.

فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي:

نعم فعليه أن يشير إليه بفمه أو أن يعرض عنه، فيتذكر مَن يتكلم انع من غير اللائق أن يتكلم المسلم والإمام يخطب.

الأستاذ أحمد فراج:

في رسالة من السيدة ف.ع. ن السيدة زينب، ورسالة من السيد أحمد كساب بالعوامة غربية من ابوطشت.

الرسالة الأولى تسأل عن رأي الدين في زيارة النساء إلى المقابر، وبعض الناس قال لها حرام، والبعض الآخر قال حلال، وبعضهم يشير إلى الحديث.. (لعن الله زائرات القبور من النساء) ورسالة الأخ كساب تشير إلى وجود بعض العادات في الريف بالنسبة للوفاة، أن لما شخص يتوفى تقيم أسرته سبعة أيام مأتم للقرآن ومكبرات الصوت، وتقوم أسرة الميت بوضع الطين على صدروهم، ما حكم الشرع في هذا، وما هو اللائق بالمتوفى؟ وأحيانا يأتوا بناس تقول تواشيح أو أغاني دينية ويمشوا أمام الجنازة ويضربون بالدفوف أو بالرق أو بشيء من هذا القبيل، فيسأل هل هذا حرام أم حلال؟ والحقيقة هذين الموضوعين يثيروا الحديث عن نوع العادات الاجتماعية التي تسود ليس فقط في الريف، بل وتسود في المدن أيضًا، ونحن أحيانا نشعر أننا سجناء لعادات ربما لا نكون مقتنعين بها نحن أنفسنا، ولكن أو اقتنعنا، فيكون كل واحد منتظر المبادئة من غيره، وتصور انه لو اتخذ خطوة مثلا في الجنازة عنده أو في ميت من أهل بيته ورأى أن الشريعة لها أدب ولها هدى في مثل هذا الفقه له هدف في هذا وأن الإسلام يحضنا على سلوك معين إزاء الأفراح والمآتم، يقتنع إنما يخاف من مواجهة المجتمع، فيقول لماذا أنا الذي ابدأ، وكيف أبدا ولماذا؟، ومن هنا نجد أحيانا يتوفى شخص من بيت وتكون ظروفه المالية قليلة، ومع ذلك يكلف أهل البيت أنفسهم مالا طاقة لهم، وربما يستدينون، لأنه لا بد أن يكون هناك صوان وفيه قراء إلى آخره فأرجوا من فضيلتك تعطينا صورة أيضًا عن هدى الإسلام في مثل هذه الحالات.

فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي:

انصف الأخ الأستاذ أحمد فراج عندما اقل أن المجتمع المعاصر قد استحدث كثيرا من العادات والتقاليد فيما يتعلق بالجنائز والمآتم، وهذا يجعلنا نتحدث بإيجاز عن أدب الإسلام، وهدى الإسلام في الجنائز والمآتم، وقد نستطيع أن نبدأ بسؤال السيدة الفاضلة التي تسأل عن زيارة النساء للقبور، فهي تذكر أن هناك من قال لها أن زيارة المرأة للمقابر حرام، وأن هناك من قال لها أن زيارة النساء للمقابر حلال، وأن هناك من قال لها أن زيارة النساء أنا للمقابر حلال، ولم يكذب عليها احد المحبين، فمن قال لها القول الأول صادق، ومن قال القول الثاني صادق، لأن من قال لها أن زيارة المرأة للمقابر حرام فقد لاحظ ما يقع، وهو أن العادة جرت بان المرأة إذا زارت المقابر فإنها في الغالب لا تحرص على زيها الشرعي وعلى ابتعادها عن البدع والمنكرات التي لا يليق من ناحية الصراخ والعويل واللطم والندم، والتزام السواد بصورة معينة، وأحيانا تلطيخ الوجه بالسواد، ثم الاختلاط وعدم الأمن، إلى آخر ما هناك من محذورات ومن هنا جاء نهي الرسول عليه الصلاة والسلام للنساء عند زيارة القبور، وقال لهن في بعض المواقف.. (ارجعن مأذروات غير مأجورات).. أي ارجعن وعليكن إثم، وليس لكُن ثواب، وكما سمعنا جاءت اللعنة في بعض الأحاديث لزورات القبور، وأيضا هذا ينصرف إلى من تلتزم الآداب والأوضاع التي أشرت إليها من قبل، ومن قال أن زيارة المرأة للمقبرة حلال، فقد أراد بالزيارة.. الزيارة الشرعية التي تقوم بها المرأة في صيانة ووقاية وابتعاد عن التعرض لأي أذى أو الإتيان بأي أذى أو ارتكاب أي بدعة أو أي محذور، فإذا ذهبت المرأة المسلمة محتشمة.. بعيدة عن أعين الأجانب متحليةً بآدابها ووقارها وأرادت من زيارتها الغرض الشرعي، وهو التذكر والاعتبار بالموت، ولم يقع لا في ذهابها ولا في إيابها ولا في أثناء وجودها في المقبرة شيء من هذه البدع أو هذه المحذروات، فان هذا جائز، ويستدلون على ذلك بأن السيدة عائشة رضي الله عنها زارت قبر أخيها عبدالرحمن بن أبي بكر رضوان الله على الجميع، فيما يتعلق بالنظر إلى آداب الجنائز والمآتم بصفة عامة، ينبغي أن نتذكر أن الموت حقيقة لا بد منها، والقران يقول: ]كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[ ( العنكبوت: 57).. ]أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ[ (النساء: 78).. فالموت حقيقة يجب التسليم بها، والاسترجاع عندها والله تعالى يقول..]  وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[ (البقرة: 155- 156- 157).. والأدب الشرعي فيما يتعلق بالجنائز انه إذا مات الميت يحرم أن يغلو عليه صراخ أو عويل أو نواح أو ندب، يجوز أن يبكي الإنسان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. (أن العين لتدمع، ولكننا لا نقول ما يغضب الرب) فالبكاء بدوت صوت وبدون صراخ جائز، وأن كان الأجمل التحمل بالصبر وبالاسترجاع، أيضًا المطلوب في حالة الوفاة أن نجهز الميت بأن نغسله وأن نكفنه بأوسط مما كان يلبس بدون استهانة به أو دون إسراف في كفنه، وأن نقوم بدفنه، وهو الدفن يكون فيه الجنازة، ويجوز لمشيعي الجنازة أن يسيروا أمامها وأن يسيروا خلفها، ولكنهم يسيرون في صمت وهدوء، ومن أراد منهم أن يذكر الله بقرآن أو ذكر أو غير ذلك، فليفعل ذلك في نفسه، أما ما تعارف عليه الناس من دق طبول أو ألحان أو نغمات أو أناشيد أو قراءة بردة أو تلحين عبارات خاصة بإيقاع معين، كل هذا مبتدع في شريعة الإسلام لا اصل له في هدى الإسلام، وكذلك ما تعارف عليه الناس من تطويل مدة العزاء سبعة أيام وأحيانا أكثر، وإقامة السرادقات، وإرهاق الأسرة في توزيع الدخان أو القهوة أو التفاخر بعدد المقاعد ولونها ذهبي أو غير ذهبي وفرش السجاد أو عدم فرشه، والتوسع في نشر خبر الوفاة في الصحف، وذكر جميع الأقارب من هب ودب كل هذا أيضًا لا اصل له في الأدب الإسلامي، لأن هذا يؤدي أحيانا كما قال الأخ الأستاذ فراج إلى منافسة توقع كثيرا من الأسر الضعيفة في الاستدانة أو الفقر أو الضياع، وقد يكون هناك أيتام يحتاجون إلى قرش أوحد من عشرات أو مئات الجنيهات التي ننفقها على هذه المظاهر من السرادقات وما يتبعها، كذلك لا يجوز للمرأة أن تُحد على ميت لها أكثر من ثلاثة أيام، والحداد معناه أنها لا تتزين، ولا تلبس الملابس ذات الألوان الفاقعة أو الصارخة، ولا مانع أن تلبس البياض، إلا الزوجة فقد أباح أو أوجب الدين عليها أن تحد على زوجها أربعة اشهر وعشرة أيام مراعاة لروح الوفاة التي يجب أن تتحلى بها حيث أن فقدت شريك حياتها، كذلك لا يجوز ما تعوده الناس من مبتدعات من ناحية ذبح الذبائح تحت النعش وهو خارج، ومن إرسال منادين ينادون في القرية أو في الأحياء أو في وسائل الاتصالات الأخرى ليتجمع الناس لنتفاخر بكثرة المشيعين وراء الميت، انصرف كل حي إلى واجبه، فمن لقى صاحب الميت خلال ثلاثة أيام عزاه، ون فات عيه الوقت لا عزاء بعد ثلاث كما يقول الأثر الكريم، هذه خلاصة لأدب الإسلام فيما يتعلق بالجنائز والمآتم وحقيقةً يكبر على الناس أن يبدأوا، ومع أن الإسلام يقول.. “أن البادئ بالخير له أجره، والدال على الخير كفاعله”، ولو أن إنسان في حي أو في قرية أو مدينة بدا بهذا الأدب الإسلامي لتبعه أفراد ثم عشرات ثم عدنا من جديد إلى أدب الإسلام..] صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ [( البقرة: 138)

الأستاذ أحمد فراج:

حضرتك تقول أن حداد المرأة ثلاثة أيام فقط مع أن هناك أناس يمكثون بالسنة مِحدة، والحقيقة أن ما ذكر بإيجاز من فضيلة الدكتور الشرباصي في هذا الموضوع يجعلنا في مرة قادمة بإذن الله أن نتكلم عن الأدب الإسلامي في الأفراح، لأن في عادات كثيرة ينبغي أن تغربل. سنختتم حلقتنا بسؤال بتوقيع س.ف من شبرا، الواقع خلاصة السؤال تشبه أسئلة تتكرر خاصةً من الشباب في كثير من الأوقات، وهي أن الإنسان يخطئ في بعض الأحيان ثم يشعر بالندم على هذا الخطأ، فيعاهد الله على انه لا يعود إلى هذا الذنب مهما كانت الظروف، وينوي فعلا إلا يرجع ويخضع مرة أخرى لظروف أو مغريات معنية فيرتكب نفس الخطأ فيشعر بنوع من تأنيب الضمير، وأحيانا باليأس، لأن كل مرة يتوب ويرجع مرة أخرى، ويعتقد انه لو تاب مرة أخرى، فان الله لا يقبل توبته ويسأل عن شروط التوبة، ويمكن لا يعرف لا يعرف شروط التوبة فإذا عرفها ولعله لو فعلها فإن توبته تصح، فالإنسان إذا أخطأ وتاب، ثم تكرر منه الخطأ سواء نفس الخطأ أو غيره من الأخطاء، هل لو تاب يتوب الله عليه، وما هي الشروط أو الأشياء التي يمكن أن يأتيها حتى تتحقق له التوبة الصادقة النصوح.

فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي:

شرع الإسلام التوبة ووجه إليها، وحث عليها ولو تكررت أكثر من مرة، والله تبارك وتعالى يفرح بعبده التائب أكثر من فرح الإنسان تضيع منه دابته أو ناقته ثم يعثر عليها وهو شديد الحاجة إليها كما صور ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مانع إطلاقا أن يعاود الإنسان التوبة من ذنب عاد إليه بعد توبة سابقة، ولكن المهم أن نتعرف معا في هدوء وبصيرة إلى معنى التوبة، كثيرا منا يعتقد أن التوبة مجرد تكرار أو نطور كلمة تبت إلى الله رجعت إلى الله، معنى هذه ليست توبة كاملة، أنها عنوان أو إشارة إلى التوبة، أما التوبة الحقيقية فلا بد لها من شروط، الشرط الأول أن يشعر الإنسان بخطئه، الشرط الثاني أن يندم على ما فعل من خطأ، الشرط الثالث أن يقلع عنه، أن يتركه ويبتعد عن الخطأ، لا يقول.. ” تبت إلى الله وهو متلبس بالخطأ الذي يرتكبه أو يصر عليه، أن ينتقل من مجال الخطأ إلى مجال الطاعة المقابلة، كان لا يصلي يبدأ في الصلاة، كان لا يصوم يبدأ في الصوم وهكذا، أن يرد الحقوق إلى أهلها أن كانت حقوقًا مادية أو معنوية، فشيء صرفته أعيده إلى صاحبه، أن اعزم وأعقد العزم والنية على أني لا أعود إلى الخطأ أبدا، أن اشرع في تكفير الأخطاء السابقة بطاعات مقابلة حتى تشغلنا الطاعة عن التفكير في العودة إلى المعصية، إذا توافرت مثل هذه الشروط في التوبة، كانت التوبة التي يصفها القرآن بأنها توبة نصوح، أي توبة خالصة مخلصة متعاون صاحبها على أن تشغله الطاعة بعد أن كان شغله الإثم والمعصية، وأرجو الله تبارك وتعالى لصاحب السؤال أن يعينه على أن يكون صادقا في توبته، وأن يعينه على التمسك بعهده والثبات على عزيمته أن أكرم مسئول، وأفضل مأمول.

الأستاذ أحمد فراج:

ويمكن من الدعاء المأثور الطيب الذي كان يؤكد هذا المعنى الطيب الذي ذكره فضيلة الدكتور الشرباصي.. “اللهم أني استغفرك مما تبت لك منه، ثم عجت إليه، واستغفرك مما جعلته لك على نفسي، فلم أوفي لك به، واستغفرك لما جعلته لك انه خالص لوجهك، ثم خالف قلبي ما قد علمت”.. فالشق الأول يوضح انه ممكن للإنسان وهو يتوب ويدعو الله، ثم يرجع مرة أخرى يقع في نفس الخطأ.

فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي:

تكرار التوبة والاستغفار أمر مشروع، ولكن ينبغي أن نعاون أنفسنا بن نصدق في توبتنا بطريقة حسنة.

الأستاذ أحمد فراج:

في ختام هذا اللقاء نقدم خالص الشكر لفضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي على تفضله بتلبية دعوة البرنامج،  ونشكركم ونرجو أن نلتقي معكم على خير، ونحب في اللحظة الأخيرة أن ننوه ببعض الحلقات، ويمكن حلقتين في الأسبوع القادم بإذن الله مع 13 يوليه، 20 يوليه مع الأستاذ المحدث العلامة الأستاذ سيد أحمد صقر في موضوع حول السنة بمناسبة الحلقات التي كانت أذيعت عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، الواقع حلقتين سيذكر فيهم أشياء ومعلومات يمكن تقال لأول مرة فيما اعتقد على مستوى التحقيق الإسلامي، أشياء أول مرة تقال في الكتب أو في غير الكتب منذ الكتابات الأولى لصدر الإسلام، فننوه عنهم في الأسبوع القادم والذي بعده إن شاء الله مع الأستاذ السيد أحمد صقر، ومرة أخرى نشكر الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي، ونقدم لكم خالص الشكر، ونرجو أن نلتقي معكم سيداتي وسادتي دائما على خير، شكراً،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *