فتاوى- أسئلة واستفسارات المشاهدين 15

حلقة

نور على نور

المذاعة في الساعة 2.15 من مساء يوم الجمعة الموافق 18 أغسطس 1972م

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر

الأستاذ أحمد فراج:

سيداتي وسادتي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحلقة هذه المرة حلقة مفتوحة، نجيب فيها على الأسئلة والرسائل التي تصل من حضراتكم، ويسعدنا أن نستضيف لها فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر مفتي جمهورية مصر العربية، بعض رسائل من الجمهورية العربية الليبية، يسأل فيها أصحابها عما إذا كان من الممكن أن يجيب البرنامج على الأسئلة التي ترد من ليبيا، الواقع أظن إن هذا سؤال قد لا يكون محتاج إلى إجابة، لأن البرنامج يرحب كل ترحيب بأي أسئلة تأتي من الجمهورية العربية الليبية، وأظن أن البرنامج يعرض بانتظام الآن هناك، ويرحب بأي موضوع في أي مجال من الأخوة الليبيين الأحباء، فيه رسالة من الأخ محمد عبد الرحمن حلمي بالزقازيق، بيدعو إلى أن يخرج البرنامج ما يسميه بـ ” موسوعة نور على نور الإسلامية ” وجمع الندوات و طبعها باستمرار، وتصنيفها، مع تفصيل على هذه السورة، حتى لا يكون التليفزيون بمفرده هو الذي يحتفظ بمكتبة للبرنامج، نحن في الحقيقة حاولنا قبل ذلك، ولا زال من آمال البرنامج أن ينجح في إصدار عدد من الكتيبات أو الكتب التي تتضمن حلقات أذيعت في البرنامج مكتوبة وإن كانت المسألة ليست كما تصورها الأخ من أنه يعتقد إن فيه مكتبة التليفزيون يحتفظ بها في نور على نور، وهذه طبعًا من الصعب كما وضح في الفترة الماضية.. إنه التليفزيون يحتفظ بكل شرائط نور على نور، ومن هنا يضطر إلى مسحها من وقت إلى آخر، بيقترح أيضًا أنه نور على نور، يقدم بعض الحلقات عن انتشار الإسلام والثقافة العربية والإسلامية في ربوع القارات المختلفة في العالم، وخاصة إفريقيا وآسيا وأوروبا، يمكن أيضًا هذا موضوع لا بأس أننا نتكلم عليه، ولعل البرنامج في بعض المناسبات، في الفترات التي كان يعقد فيها مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، كان ينتهز الفرصة ويدعو بعض الشخصيات من العلماء من مختلف بلاد العالم لإعطاء فكرة عن أوضاع المسلمين في تلك البلاد، ونحن في الواقع في أشد الحاجة إلى مثل هذه الفكرة.. على الأقل في جانب من جوانبها بنستطيع أن نتابع ما يحدث للمسلمين مثلاً في بلد مثل الفلبين، ونرى المذابح التي يتعرض لها المسلمين، ونقدر نعرف أن الأمة الإسلامية كلها أمة واحدة، لابد أن كل مسلم في أي مكان من الأرض أي يعي ويعرف ما يدور، وما يتصل بمصالحها واهتمامات وأوضاع المسلمين في البلاد الأخرى، بعض الأخوة الحقيقة اتصلوا بنا تليفونيًا وبرسائل سابقة .. منهم الأستاذ صلاح حجازي يوسف المحاسب، تعليقه على إن موعد برنامج نور على نور بيذاع بعد الصلاة تقريبًا بحوالي ربع ساعة أو شيء من هذا القبيل مما يفوت على كثيرين فرصة مشاهدة البرنامج وأنا أتفق معه في الملاحظة، والبرنامج تقدم للمسئولين عن البرامج في التليفزيون بتعديل موعد إذاعة نور على نور، ونرجو أن يستجاب لهذه الرغبة التي طالب بها الكثير من السادة المشاهدين، فيه رسالة موقعة من أختين طالبتين، كوثر وسوزان مع حرصهم على روح التدين وعلى أداء كل ما يفرضه عليهم الدين من عبادات وأوامر ونواهي إلا أنه فيما يتعلق بقضية اللبس، وهي القضية التي كثر حديث البرنامج فيها في المرات السابقة بيطرحوا المشكلة التي تتلخص في الآتي، أنهم التزموا بالزي الإسلامي محتشم تمامًا ومغطين رأسهم، ومرتدين فستان طويل بعض الشيء وتحته بنطلون إلى آخره بيتعرضون لسخرية بعض الناس، فإذا لم يلتزموا بهذا الزي، يتعرضوا لسخط الله تبارك وتعالى فيقولون نحن محتارين، ونحن نريد أن نشرك فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر في هذا الموضوع، في هذا الموضوع كبداية للأسئلة السادة المشاهدين.

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر:

بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً نحن نشكر هذه الفتاة التي أرسلت هذا الخطاب، وهي تشعر بالواجب عليها نحو ربها في هذا الزي، وهي تقول إنها لو لبست الزي الشرعي الذي تحافظ فيه على الأحكام الشرعية ستتعرض لسخرية الناس، وإذا لم تلبسه ستتعرض لسخط الله، أعتقد أن سخرية الناس أقل من سخط الله، وربما إذا تعرضت للسخرية في بعض الوقت، ستنال الإعجاب في كل الوقت بعد ذلك، وسيتبعها كل فتاة، وكل امرأة مسلمة تريد أن تكون في الموضع الطيب، الموضع الإسلامي، نقول إلها إلبسي ولا تخافي، فأرضاء الله أولى من خوفك من سخط الناس وكلام الناس.

الأستاذ أحمد فراج:

على أساس أنه الالتزام بهذا الزي نوع من التمايز النفسي أو الذي يثير بطبيعته غيرة نستطيع أن نقول عليها:” غيرة غير معلن عنها عند الآخرين ” ويتمنوا لو أنهم عندهم القوة والثقة في النفس إلى الدرجة التي تجعلهم لا يعبأون بأي كلام يقال.

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر:

هذا كلام طيب وسليم، وهؤلاء سيكونون قدوة وأمثلة طيبة.

الأستاذ أحمد فراج:

الأخ محمد الصادق لبيب، بمصانع النحاس بالإسكندرية بيشير إلى أن بعض الناس يحفظون عدد من آيات القرآن الكريم، وهم لا يكونوا متقنين لأحكامها ولا للقواعد الضرورية التي يجب مراعتها في القراءة وفي أحكام التلاوة، وبعد ذلك يخرجوا من هذه الآيات، ويحاولون أن يتكسبوا من خلال حفظهم لها أو قراءاتهم لها في بعض المناسبات، بيربط بين هذا، وبين ظاهرة أخرى، وهي ظاهرة بعض المتسولين الذي يجلسون في الطريق يقرأون آيات قرآنية أيضًا، ويمدون أيديهم ويتسولون بالقرآن، وبيدعو إن الشرطة تأخذ موقف حاسم خصوصًا من الفريق الثاني.. وهنا يقول: ” أنه لا تعتمدوا علينا كشعب ” لأنه خائف إننا نقول له إنك كمواطن تقوم بدورك، وهو يقول إننا ممكن أن نقوم بدورنا، ولكن مثل هذه الأمور تحتاج إلى حسم من السلطات أو من السلطة التنفيذية .

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر:

الحقيقة هذا كلام جميل لأن القرآن له صيته وكرامته، وله أحكامه الواجب إتباعها، فأحكام التبويب أحكام الوقف في الأماكن المخصوصة .. أحكام الغن .. أحكام المد .. هذه كان أحكام واجب إتباعها في القرآن، وحقيقي إن هناك بع ض الناس يقرئون الآيات دون حفظ، ويبتغون بها التكسب أو التسول، ويقف بعضهم في موقف يضيع معنى الآية، ويجعلها في حكم .. لا يكون هو الحكم المطلوب، لأنه بيقف فيما لا يجوز فيه الوقف، ويطيل أو يقصر في القراءة، وهذا حرام جدًا، والواجب علينا وعلى كل مسئول أن ينبه هؤلاء إذا كانوا يطلبون صدقة أو غيرها، فأبواب الصدقات كثيرة، وليس طريقها هذا الطريق لأنهم يرتكبون حرمة، ويرتكبون إثم بإدخالهم هذا الطريق دون إتباع لقواعد قراءة القرآن وأحكام القرآن.

الأستاذ أحمد فراج:

الأخ الطالب محمد فتحي إبراهيم كلية التجارة ساكن بالجيزة، وهو يشكو من قهوة بجوار مسجد لا يراعي الجالسين فيها الذوق أو الشعور عند أداء الصلوات سواءُ ُأكانت صلاة جمعة أو صلاة جماعة .. الراديو عالي، أو التليفزيون مفتوح بشكل يمكن ظاهر حتى من نافذة من نوافذ المسجد،ثم إنه لا يحاول أن يستجيب لأي نصح يقدم له، وهو يرد إن الجهات المسئولة تتدخل في هذه العملية، أعتقد إن هذه مسألة يمكن تتصل إلى جانب ما ندعو إليه المسئولين عن الأمن في محافظة الجيزة إنهم إذا أرادوا أن يتصلوا، سنعطي لهم العنوان، يأخذون إجراء من ناحيتها، ولكن في نفس الوقت في الحقيقة، هذه ظاهرة بتحصل سوء استخدام أو فهم الناس للحرية .. إن الواحد يعمل الذي يريده في منطقته، هل هذا مفهوم إسلامي صحيح يا فضيلة المفتي؟

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر:

لا ، فالشريعة الإسلامية حثت على الترابط وعلى المحبة، وأحكام الشريعة الإسلامية كلها ذوق، فالشخص الذي يسيء باسم الحرية إلى جاره وإلى المريض الذي يتألم من سماع الأصوات المرتفعة، هذا شخص لا يتبع أحكام الشريعة الإسلامية، والناس قد أساءوا استعمال المذياع، ومكبرات الصوت إساءة كبيرة، لأنه حتى نفس مخترع هذه الأشياء لم يخترعها لأجل هذه الإزعاجات، وإنما اخترعها لإسماع القوم أو العدد الكثير إذا كان في محفل من أجل أن يسمعوا أو في محاضرة أو خلافه، ولكن أصبح الناس جميعًا الآن يتبعون طرق ملتوية أو يتبعون طرق يظنون أن فيها الإعلان بمثابة هذا العمل، وأنا أقول لهم .. أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى الترابط وإلى المحبة، وأحكامها كما قلت كلها تنطوي على الآداب العامة، وليست الحرية أن تسيء إلى جارك أو إلى ابن جارك أو إلى المريض أو إلى أي إنسان، بل الدين الإسلامي يدعو إلى الترابط والتكافل والتعاون، والبعد عن إيذاء الناس.

الأستاذ أحمد فراج:

رسالة بتوقيع ز . أ . م من أسيوط، تثير مشكلة سبق إن البرنامج تناولها أكثر من مرة، وفيما يبدو من تكرار الكتابة فيها، ومن تكرار تلقي البرنامج لرسائل قد تختلف في بعض التفاصيل إلا أنها بتلتقي حول الجوهر العام لمشكلة لا زالت موجودة في بعض الأسر أقصد بها مشكلة إيثار بعض الأهالي لأولاد معينين من أولادهم بأجزاء مما يمتلكون واختصاصهم بها، وتمييز بعض الأولاد على بعض في مسائل الميراث، البرنامج يمكن قال رأيه قبل ذلك لكن بنرى مثلاً أن هناك خلاف في إن واحد أعطى نصف ثروته مرة، وأخر أعطى بيت مرة، وثالث أعطى أرض، وهذا ليس مهم، لكن المهم هو  عملية إيثار أحد الأولاد سواء لأنه ذكر أو لأنه بنت سواء لأنه من الزوجة الجديدة أو من الزوجة القديمة، كل هذه المسائل حبذا لو تفضل فضيلة الشيخ محمد خاطر وقال لنا ما يعتقده في رأي الإسلام في هذا الموضوع.

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر:

الإسلام يمنع هذا، والإسلام يطلب التسوية بين جميع الأبناء والقصة معروفة … قصة المرأة التي طلبت إلى زوجها أن يميز أبنها عن سائر أخوته، ثم قالت له: ” لابد أننا نشهد الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك “.. وذهبت معه إلى الرسول، فسأله رسول الله: ” هل لك أولاد غير هذا ؟ ” قال: ” نعم ” .. وهل أعطيتهم مثل هذه العطية ؟ ” قال: ” لا ” .. قال له : ” اذهب، فسوي بين أولادك ولا تشهدني على جور ” .. وفي بعض الروايات قال له: ” لقد ظلمت نفسك بهذا العمل، ثم ظلمت أولادك ” في الواقع أن الشخص الذي يفعل هذا الفعل هو يسيء إلى نفسه، ويسيء إلى أولاده، لأنه بيوجد الحزازات والعداوات بين الأولاد، وبيصبح الأخ عدو لأخيه بهذا القدر البسيط أو الكبير الذي كتبه لابنه، مع أن الكل يتساوى معه في الأبوة والبنوة والمحبة والواجب والميراث، فلماذا لا يدعهم وقد سواه الله سبحانه وتعالى ولا يترك بينهم هذه البغضاء أو يورثهم الأحقاد، في الواقع إذا كان مثل هذا العمل منتشر، فنحن نهيب وندعو الناس جميعًا إلى أن يتبعوها أحكام الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى العدالة بين الأولاد، لأن في ذلك جور كبير، ولأنه يجعل العداوة قائمة بين الأخوة والشخص إذا كان عدوه الأخ، هذه عداوة كبرى أكبر من عداوة الغريب، فنرجة أن يوافق الله الآباء إلى أن يتخذوا الشريعة الإسلامية أمامهم هدفًا ومصدرًا للمساواة بين الأولاد فيما يعطونه لهم.

الأستاذ أحمد فراج:

الحقيقة استكمالاً للموضوع، وقبل أن أسأل فضيلتك على بعض الحالات التي يجوز للإنسان فيها أن يؤثر في حدود معينة، كنت أريد تأكيدًا للكلام الذي تقوله سيادتك أجد عبارات مثل صاحبة الرسالة تقولها عن الوالد: ” أنا أقول منه إلى الله، الله يسامحه لأنه رجل بشع ” أي أنها تستخدم ألفاظ فعلاً فيها نوع من الحقد، ثم أنها تتكلم عن أخوها بنفس شعور الكره، الذي تقول سيادتك عليه في الموضوع، نعود إلى استيضاح أو استكمال، نحن كنا نشير في بعض الأحيان .. أنه لو كان هناك ظروف معينة تدفع الوالدين أو الوالد أو المورث بصفة عامة أنه يميز وفي حدود معينة، ومثلاً واحد ربى أولاده، ثم لديه ابن مريض يحتاج إلى علاج دائم أو مستمر، ويرى أن يختص بشيء أكثر من الميراث دونًا عن أخوته، واحد مثلاً علم أولاده كلهم وترك ابنه الكبير معه يشتغل في المصنع ويريد أن يعطي له جزء زيادة، زود أولاده كلهم، وفيه بنت صغيرة لا زالت تحت التعليم، أمثلة كثيرة بيكون فيها شيء من الموضوعية، هل هذه جائزة في الشريعة.

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر:

هذه جائزة لأن بيكون فيها مراعاة، بل كثير من الأخوة، هم من أنفسهم يقولون إن أخينا المريض هذا يحتاج أكثر منا، ويشيرون على والدهم بأن يعطي لهذا الأخ المريض أو الذي لا يزال في التعليم الجامعي، أو بنت تحتاج إلى جهاز يشيرون عليه بأن يعطيه الزيادة في، وهذا إذا كانوا أولاد أوفياء، وكانت بعض الأسر تفعل ذلك في الأوقاف، كان يعمل وقف ويقول إن هذا الجزء على مضيفتي وعلى ابني الكبير القائم بالعمودية، أو على ابني الموجود في زراعتي، أو هذا الجزء لابني الذي لا يزال في التعليم فإذا أتم التعليم، يعود إلى الثروة، ويصرف على باقي الأولاد، كان يتبع هذا في الأوقاف، يأتي للولد المريض العاجز ويقول وقفت زيادة عن نصيب أخوته خمسة أو عشرة أفدنة لهذا الوالد العاجز فكان الأب يميزه عن باقي الأخوة .. وطبعًا هذا لا شيء فيه لأن له سبب من الأسباب.

الأستاذ أحمد فراج:

هل هناك صلة بين هذا وبين القاعدة التي تقول : ” إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم ” .

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر:

لا شك أنها كبيرة الصلة بها لأن الإنسان له ثلث المال يعطيه كيف يشاء فينفقه في الأبواب التي يرى أنه قد يكون قصر فيها في أداء الواجبات.. فهذا الثلث بيرد به اعتباره في بعض المسائل التي قصر فيها أو يموت ولم يكن قد فعل الخير فيها، فهذا الثلث الله سبحانه وتعالى أعطاه له ليدفع به عن نفسه كل تقصير، ولهذا في الوصية الواجبة عندما تعطي الأولاد مثل نصيب والدهم، نفس القانون راعى هذا المعنى وقال: ” إذا كان الجد قد أعطى لأولاد ابنه من طريق الهبة أو من طريق التبرع أو بأي طريقة من الطرق ما يعادل نصيب والدهم قبل وفاته لا يأخذون وصية واجبة، ومعنى هذا أنه له أن يتصرف في أمواله في حدود الثلث دون أي رقيب عليه وهذه النقطة التي ورد فيها الحديث الشريف: ” إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم ”

الأستاذ أحمد فراج:

الحقيقة أنه في حالة التمييز بيمس استرضاء الأطراف.

فضيلة الشيخ محمد خاطر:

نعم فيه بعض الناس يجعلون أولادهم يوقعون كتابة برضائهم عن هذا التصرف، حتى إذا حصل أي شيء بعد الوفاة لا توجد الجفوة أو الخلاف في المحاكم ويضيعون الثروة على أبوب المحاكم وفي دورها كما أنه يجوز أن يكون هذا الاسترضاء بإكراه أدبي.. لكن في معظم الأحيان بيكون هناك رضاء إذا كان الأولاد من أم واحدة مثلاً، إنما الأبناء الغير أشقاء هؤلاء الذين يكون بينهم دائمًا خلافات … ولهذا لا يوجد أبدًا أحسن من قاعدة المساواة .. وإذا كان هناك مال سائل فممكن أن يعطي منه للابن الذي في التعليم.

الأستاذ أحمد فراج:

رسالة من سيدة تقول: أن هناك قريبة لها توفيت في حريق ولا تعرف انتحرت أم ماتت في الحادثة .. ومن عاطفتها نحو قريبتها تسأل ما هو الممكن أن تفعله لكي تكفر عنها إذا كانت منتحرة؟

فضيلة الشيخ محمد خاطر:

ليس لها إلا أن تستغفر لها الله، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يغفر لها.

الأستاذ أحمد فراج:

الأخ محمد رياض من طنطا له ملاحظات على ورود لفظ الجلالة في بعض الأغنيات في برامج الإذاعة والتمثيليات والمسرحيات وخلافه في موطن ليس هو الموطن اللائق بلفظ الجلالة، وهو يعطي أمثلة ليس هناك داعي للتعرض لها، وأظن أنه ليس هناك أي شخص يختلف على هذا، ونحن نعتقد أن الأقسام التي تراعي هذه الأشياء جائز أنها لا تأخذ هذا الموضوع من الزاوية التي أخذها الأخ رياض .. وإن كان يجب عليها ألا تغفلها من اعتبارها في الواقع. الأخت ق بشبرا لها الحقيقة مجموعة أسئلة وهي هل الصلاة سليمة أم يجب إعادتها في حالة العطس .. والتثائب و خروج الريح أثناء تأدية الصلاة؟ وما المقصود بالمسجد الحرام والبيت الحرام ؟

فضيلة الشيخ محمد خاطر:

إن خروج الريح ينقض الوضوء وعلى هذا تبطل الصلاة .. أما العطس والتثائب فلا يبطلوا الصلاة وهي صحيحة، أما بالنسبة للمقصود بكلمة البيت الحرام .. فهي عندما تذهب للحج ستجد هناك أماكن محددة لها هذا الاسم، والمقصود أن لها حرمة .. وأن طيرها محرم وأن لبس الأشياء التي تحرم على المحرم فيه محرمة وأن له الحرمة الخاصة به كبيت له الحرمات.

الأستاذ أحمد فراج:

السؤال التالي لنفس هذه الأخت تقول فيه .. ما الحكم بالنسبة لصلاة الفوائت؟

فضيلة الشيخ محمد خاطر:

الواقع ما دامت الفوائت كثيرة وهي تؤدى مع كل صلاة تؤدى فرض مما فاتها فإن هذا شيء جميل وربنا يوفقها.

الأستاذ أحمد فراج:

في رسالة عن موضوع زوج كان مقيد زوجته بيمين طلاق وقال لها : ” إن قابلتي أحد من أقارب معينين تكوني طالق ” .. ووافقت على هذا الكلام إلى أن جاء يوم وأساء إليها وضربها .. فتركت المنزل وذهبت لأهلها وهي غير نادمة على هذا، وتسأل هل سقطت نفقتها منه ومؤخر صداقها أم لها الحق في مطالبته بهما؟

فضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر:

أولاً هذا السؤال له شقان .. الشق الأول في الطلاق والشق الثاني في النفقة، ومؤخر الصداق .. فأولاً بالنسبة للطلاق يلوح من كلامها أنه طلاق معلق على شرط وأنه يقصد به التهديد فيقول لها: ” إذا ذهبتي لبيت فلان قريبك تكوني طالق ” ونحن في أكثر من مرة قلنا إن الطلاق المعلق يتوقف الحكم فيه على نية الحالف.. هل هو يبغي تهديدها وتخويفها وهناك لا يقع وإن كان يبغي الطلاق فيقع، والواضح من سياق الخطاب إنه كان يهددها حتى لا تتصل بهؤلاء الناس وهنا لا يقع يمين الطلاق، ثانيًا بالنسبة للنفقة فإن الزوجة تستحقها ما دامت زوجة وبمجرد عقد الزواج، أما إذا طلبها الزوج من بيت أبيها ولم تذهب فهي لا تستحقها .. ولكن إذا لم يسأل عنها فهي تستحقها ولا تسقط إلا بالأداء أو بالإبراء أو نشوذها عن طاعته، وفي حالة النشوذ عن الطاعة، فإن النفقة تبدأ المانع منها من تاريخ النشوذ أي من تاريخ الامتناع أما المدة الماضية فهي تستحقها لأنها كانت معتبرة في طاعة الزوج، أما مؤخر الصداق فإن هذا لا يستحق إلا بالطلاق وانقضاء العدة .. وفي حالتنا هذه الطلاق لم يقع وعلى هذا فإن مؤخر الصداق لا يزال باقي في الذمة.

الأستاذ أحمد فراج:

سؤال عن زوج يعاشر زوجته مخالفًا قول الله تعالى: ]نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ َ[( البقرة: 223) والسؤال يقول هل هذه الصورة حرام أم حلال وهل يترتب عليها طلاق؟

فضيلة الشيخ محمد خاطر:

الحقيقة إن هذه كبيرة من الكبائر وحرجها كبير، وإثمها عظيم فهي حرام لا شك في ذلك، أما كونها تحرم الزوجة على زوجها وتكون كالطلاق .. لا هي لا تحرم أبدًا ولكن هي إثمها عظيم.

الأستاذ أحمد فراج:

سيدة طلقت من زوجها ثم طالبت بحقها في نفقة عام، والزوج احتج أمام المحكمة بأنها لا تستحق نفقة أكثر من نفقة ثلاثة شهور على أساس أن الدورة الشهرية تأتيها .. ثم حلفت كذبًا أمام القاضي أنها لم تمضي بعد الطلاق، وبهذا استحقت نفقة عام، وهي تسأل ما رأي الدين في هذا اليمين؟

فضيلة الشيخ محمد خاطر:

إن الحكم الشرعي هنا .. أن عدة التي تحيض ثلاث حيضات والتي لا تحيض كالتي وصلت لسن الخمسين فإن عدتها ثلاثة أشهر، فهي مطلقة فلا تستحق نفقة عليه إلا مدة العدة المقررة شرعًا .. حقيقة قد تدعي المرأة أنه لم يأتيها دم الحيض ثلاث مرات، وفي هذه الحالة تصدق لأن هذا لا يعلم إلا من قبلها .. فهي إن كانت قد كذبت كما هو واضح من خطابها وكانت قد أتتها الدورة وهي أنكرت وقالت إنها لم تأتها وعلى هذا أخذت أكثر من حقها .. هنا تكون قد أخذت مالاً حرامًا وإذا كانت قد حلقت أن عدتها لم تنتهي تكون كذلك حانثة في يمينها، وهذا هو اليمين الغموس الذي يحلف فيه الشخص كذبًا ويتعمد الكذب، وقد سمي هذا اليمين غموس لأنه يغمس صاحبه في الإثم ثم في النار.. والحديث يقول: ” من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ” ولهذا قيل إن الحلف بالله في مسائل كاذبة فكأنه كذب على الله، وهذه المرأة التي حلفت كذبًا وهي تعلم أن عدتها انتهت فإنها قد حلفت يمين غموس، هذا اليمين الغموس يرى فقهاء الحنفية أنه لا كفارة له إلا التوبة والاستغفار لأنه جرم عظيم وذنب كبير، وبعض الفقهاء يرى أنه كسائر الإيمان التي يحس فيها الحنث وتكفر والكفارة معروفة وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو صوم ثلاثة أيام، وهذه المرأة أخذت من زوجها مالاً حرام يجب عليها أن ترده إليه أو هو يعطيه لها هبة، ونسأل الله لها الغفران وهي ضميرها طيب حينما تابت إلى رشدها.

الأستاذ أحمد فراج:

رسالة المعذبة م . س . ن  زوجها حلف يمين طلاق أنه لن يمشي في مشهد أخيه، ثم لما توفى إلى رحمة الله مشى في جنازته.. فالزوجة هنا تسأل هل أنا طلقت أم لا ؟ وغيرها من الحالات التي تكون فيها أيمان بهذا الشكل .. ما رأي فضيلتك فيها ؟

فضيلة الشيخ محمد خاطر:

الواقع أنه لو قال الزوج لفظ ” علي الطلاق ” .. هذا من باب الإيمان وفي رأي كثير من فقهاء المسلمين أن هذا اليمين لا يقع به الطلاق .. وهذا هو القانون المعمول به الآن وهو مأخوذ من الفقه الإسلامي وليس قانون وضعي .. وقد قال الفقهاء فيه كأن الشخص حلف بالله أن لا يفعل الشيء الفلاني .. وهذا اليمين لا يقع به طلاق سواء حصل المحلوف عليه أم لم يحصل .. وهذا لأن كثير من الناس اتخذوا هذا اليمين في البيع والشراء وجرى في أفواههم دون أن يعرفون للطلاق معنى .. أما لو قال الزوج زوجته ” إن ذهبت لبيت أمك أو خالتك تكوني طالق ” فقد قال الفقهاء عن هذا اليمين أنه معلق هذا الطلاق المعلق لا يقع إلا إذا كان يقصد به فعلاً الطلاق.. أما إذا كان يقصد به تهديدها وتخويفها من الذهب إلى بيت أمها أو خالتها فهو لا يقع، أما لو قال لها: ” أنتي طالق ” فإن هذا يقع به الطلاق بدون شك حتى لو قال أنه لا يقصد به طلاق، فيقع به الطلاق لأنه لفظ صريح وخاطبها به.. وبهذا ممكن أن تستقر المسائل في كثير من الخطابات التي ترسل في طلب بيان حكم الطلاق في هذه الأحوال.

الأستاذ أحمد فراج:

هناك موضوع يختص بشرح قول الرسول عليه الصلاة والسلام .. ” إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ” هل ممكن نعرف هذا الموضوع وحكمه ؟

فضيلة الشيخ محمود خاطر:

في الواقع أن أهل بدر لهم منزلة كبرى عند الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث بيؤكد منزلتهم الطيبة .. وهناك قصة تشير إلى أن الغفران يشملهم في كل شيء وهي قصة ” حافظ ابن أبي بلتعة ” وكان من المهاجرين وقد حضر غزوة بدر .. وكان له أهل في مكة وقد كان يخشى عليهم من كفار مكة ، فأراد أن تكون له يد عند كفار مكة حتى يراعون أهله .. فكتب خطابًا وأرسله مع أحدى الذاهبات إلى مكة وأعطاه لها وأخبرهم فيه: ” إن الرسول صلى الله عليه وسلم سيذهب إليهم في ليل في جيش كالسيل والله ناصره عليهم حتى لو كان وحده” أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الله سبحانه قد أطلعه على ذلك .. فطلب سيدنا علي وكان معه بعض الصحابة وذهبوا إلى هذه المرأة ووجدوها في موقع يسمى الرعيل بالقرب من المدينة وكانت مسافرة فقال لها ” أخرجي الخطاب ” فأخرجته من شعرها .. وعادوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقرأ الخطاب ثم أحضر ” حافظ ابن أبي بلتعة ” فقال: ” أنا حقيقة أرسلته ولكن والله ما كان هذا عن كفر أو ارتداد يا رسول الله ” وشرح عذره فيه .. ومع هذا فإن ألفاظ الخطاب تدل على النية وعلى ما فيه، فسيدنا عمر رضي الله عنه بغيرته المعروفة قال: ” يا رسول الله دعني أقطع هذا المنافق ” فالرسول صلى الله عليه وسلم قال له: ” لا يا عمر أنا عرفت أنه من أهل بدر وقد قال الله فيهم افعلوا ما شئتم فقد غفر الله لكم ” وكان لهذه القصة أثر كبير جدًا في الفقه الإسلامي. وكثير من الفقهاء رتبوا عليها أحكام بشأن المنافق أو بشأن من يرسل الخطاب وهل هذا يعتبر جاسوس أم غير جاسوس لها أحكام مطولة في الفقه الإسلامي بشأن العقوبة التي تترتب على مثل هذا الخطاب، لكني يكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتذر قال له: ” نعم أنت صادق ” وصدقه على ما قال ” ويكفي ما ذكره في حق حافظ ابن أبي بلتعة أنه من أهل بدر إلى آخر الحديث الشريف، ويرد على من تكلم في الحكم بشأن عقوبة الجاسوس هل تكون القتل أم التعذيب؟ والرأي الذي أراه ويراه كثير من الفقهاء أنه يقتل الجاسوس.. لكن حافظ ابن أبي بلتعة لم يكن جاسوسًا بالمعنى الذي قال عنه الفقهاء هذا الحكم .. يعني مناسبة هذه الحادثة أعطت للفقهاء مجالاً للحديث في هذا الموضوع بصرف النظر عن حافظ .. وقد وردت آيات قرآنية بشأن هذا الموضوع.

الأستاذ أحمد فراج:

إن في الآيات التي نزلت في سورة الممتحنة قالت: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ [( الممتحنة: 1)فهنا حافظ ابن أبي بلتعة من أهل الإيمان باعتبار كلمة] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا[.

فضيلة الشيخ محمد خاطر:

إن الخطاب دائمًا بيكون للأعم الأغلب في الموجودين .. لأن القرآن الكريم دائمًا لا يجرح نفوس الكل.. ثم بين في نهاية الآية أن مودة هؤلاء الناس يكون فيها نفاق. كما أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطى حافظ خطاب مباشر : ” لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة ” لأنه كان يريد أن يخلق نوع من المودة لأولاده لأنه ليست له قرابة وهو غريب ليس من أهل مكة.. فقال: ” يا رسول الله إن كل المهاجرين لهم قرابة هناك يرعون أولادهم أما أنا فلست من أهل مكة فأردت أن تكون لي يد عندهم ” وعلى كل حال نتيجة خطابه هذا أنه ألقى الرعب في قلوب المشركين.

الأستاذ أحمد فراج:

في ختام هذا اللقاء نتقدم بخالص الشكر لفضيلة الأستاذ الشيخ محمد خاطر مفتي جمهورية مصر العربية على تفضله بتلبية دعوة البرنامج.. والإجابة على أسئلة السادة المشاهدين .. ومرة أخرى نرحب بأي رسالة أو استفسار يأتينا من جمهورية ليبيا العربية ومن أي بلد عربي شقيق يصله البرنامج خلال شاشة التليفزيون.

شكرًا أيها الأخوة ونرجو أن نلتقي معكم سيداتي وسادتي دائمًا على خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *