الأسرة والزواج والطلاق 2

الأســرة

 

الأستاذ أحمد فراج :

بسم الله الرحمن الرحيم .. سيداتي وسادتي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في لقاءات سابقة اقترحنا فكرة الحديث عن قضايا الأسرة والعلاقات الأسرية، وكان البرنامج يبتغي في هذا أن يطرح نظر الإسلام في الأسرة ويطرح من خلالها مكانة المرأة في الإسلام، والحقيقة أن المنطلق كان في الحديث الذي كثر وطال حول موضوعات الأسرة بمناسبة قانون إجراءات التقاضي في الأحوال الشخصية والكلام الذي كثر حول الخلع والطلاق والسفر إلى ما انتهى إليه هذا القانون، ثم نتحدث عن مكانة المرأة في الأسرة ومكانتها في الإسلام، وإذا اضطررنا أن ندخل في بعض الموضوعات التي تتعلق بالأحكام أو بالبنود التي سار حولها الكلام في القانون، وبالقدر الذي يبين لنا ويعكس مكانة المرأة في الإسلام، فليس كل شيء هو المحكمة والقانون لأن هناك حقوق وواجبات متبادلة بين الرجل والمرأة في نطاق الأسرة الإسلامية، وهذا ما نتمنى أن نعرض له ونواصل الحديث في هذه الحلقة مع أ.د. محمد بلتاجي حسن رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وأ.د. القصبي محمود زلط نائب رئيس جامعة الأزهر فرع أسيوط، ومرة أخرى نكرر الشكر لجامعة قناة السويس التي تستضيف هذا اللقاء، بدعوة كريمة للأستاذ الدكتور أحمد شكري عبدالعزيز رئيس جامعة قناة السويس، وأ.د. فتحي مكرم نائب رئيس الجامعة، حيث نرحب بهم جميعًا مع ترحيبهم للبرنامج ونرحب بالسادة الحضور ونواصل حديثنا في الموضوع ونرجو أن تكون البداية من حيث انتهينا في الحلقة السابقة.

د. محمد حسن البلتاجي :

في الحقيقة أننا لو استعرضنا الجوانب التي سوى فيها الإسلام بين الرجل والمرأة فسنفاجأ بعشرات المجالات التي فيها تسوية كاملة بين الرجل والمرأة والزوج والزوجة، الأنثى والذكر في حالتهما المختلفة من ذلك : أنا الإسلام أعطى حق الحياة للذكر والأنثى على قدم المساواة، قال تعالى : [ وإذا الموؤدة سئلت ]، [ ولا تقتلوا أولادكم ]، الذكر والأنثى في هذا لكل منهما حق الحياة في الأرض، حينما يتزوج كل منهما يحتفظ بشخصيته القانونية الكاملة القادرة على التصرفات المالية والاجتماعية دون أدنى تدخل من الطرف الآخر بمعنى الرمز بهذا كله هو الاحتفاظ بالاسم ” عائشة بنت أبي بكر الصديق ” تزوجت من ؟ تزوجت من سيد البشر النبي صلى الله عليه وسلم، ومع هذا ظل اسمها عائشة بن أبي بكر الصديق، الصديقة بنت الصديق، لم يتغير اسمها، لأن القرآن جعل من أكبر الكبائر أن يدعي الإنسان ذكر كان أو أنثى إلى غير أبيه فقال تعالى : [ ادعوهم إلى أبائهم هو أقسط عند الله ] وقد وردت أحاديث كثيرة عن النهي المشدد عن ما كان يلجأ إليه بعض العرب إعجابًا بغير الأب، وهو تغير اسم الرجل أو المرأة إعجابًا بإلحاق إلى من هو أفضل عندما يلحق بأبيه هذا أمر ممنوع منه شرعًا، يظل للمرأة اسمها واسم أبيها أيًا ما كان من تزوجته، وليس هذا أمرًا شكليًا، وإنما له دلالات كثيرة، لأنه كما تفضل أ. أحمد معنى أن يتغير اسمها إلى زوجة فلان هذا له دلالات قانونية واجتماعية ومالية خطيرة جدًا، أن ينقص من شخصيتها القانونية، وينتقص من قدرتها على التصرف، وتجعل مثل الذي يحتاج إلى ولي، والذي ليس له شخصية مستقلة والذي لا يمكن أن يتصرف تصرفات مستقلة في الوصية والهبة وكل التصرفات التي تحتاج إلى أهلية كاملة هذا ه الأثر وهذه هي دلالة تغير الاسم عند الشعوب الغربية.

الإسلام يرفض هذا كله، وتظل المرأة لو تزوجت ثلاثة أو أربعة رجال يظل اسمها واسم أبيها دون أي تغيير في الاسم، تظل شخصيتها القانونية وهناك مذهب واحد في الإسلام، هو مذهب الإمام مالك، لأنه يعمل بالعرف أفحم عرفًا غير إسلامي في قول من الأقوال فيه، وهو أنه أذن للزوج فيه هو أن يراقب ولا أقول يشارك بل يراقب تصرفات الزوجة، فقال : ” أنه إذا رآها سفيهة ومسرفة وتنفق أكثر من ثلث مالها على التبرعات أي التصرف التي لا مقابل لها، فله أن يمنعها إذا وجدها تتصرف في أكثر من ثلث ما تملك، قام عليه الفقهاء جميعًا “.

أ. أحمد فراج :

يهيئ لي أننا لو ركزنا على ما يعطيه الإسلام والشريعة الإسلامية للمرأة من أهلية التملك، الهبة، الوصية، البيع، الشراء، هل أعطاها تلك الأشياء متفردة.

د. محمد بلتاجي حسن :

كل التصرفات التي يمكن أن يقوم بها الرجل ودون استثناء، يمكن أن تقوم بها المرأة دون أدنى فارق، ودون أن يكون لزوجها أو أبيها أن أي رجل كائن ما كان من حق أن يعترض إلا إذا أصابها عته وهذا أمر تشارك فيه الرجل، أي إذا أصابها عنه وأصبحت غير رشيدة، وهذا أمر يستوي فيه الرجال والنساء، أما لا نريد أن يخص التصرفات التي يمكن للمرأة أن تتصرف فيها لأنه ليس هناك استثناء في هذه القاعدة، كل ما يمكن أن يتصرف فيه الرجل يمكن أن تتصرف فيه المرأة، الوضع في الزواج في الإسلام وكما تفضل د. القصبي يرى أن أعظم عقد يعقده المسلم رجلاً كان أو امرأة هو عقد الزواج، ولذلك يلاحظ أن يحوطه برعاية وعناية ويتكلم عنه تفضيلاً في آيات القرآن الكريم وفي حديث السنة، أضعاف أضعاف ما يتكلم عن عقد البيع، فهناك قرابة ستين آية تتكلم عن تفضيلات هذا العقد، في الوقت الذي لم يحظى فيه نظام إلا بآيتين، وهناك آية أخرى، لماذا . ليس هذا إقلالاً من نظام الشورى، ولكن لأن هذا العقد هو النواة الأولى للمجتمع أن صلح يصلح أمورًا كثيرة تبعًا له، فإذا فسد تفسد أمور كثيرة تبعًا لا تقبل الإصلاح، الشخصية القانونية والاجتماعية للمرأة مساوية تمامًا وأنا لاحظت شيئًا غريبًا لم أجده في أي دولة أخرى، أنه حتى في أمور اللغوية، أن اللغة العربية وحدها تطلق على الرجل الزوج نفس المصطلح الذي يطلق على الزوجة، دون أي فارق، ونحن نقول ا لزوج والزوجة للتميز فقط، إنما المصطلح العربي الأصلي هو الزوج لكل منهما، وقد ورد في القرآن عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالأزواج وليس الزوجات. ولم أجد في أي لغة أخرى مثل هذا.

أ. أحمد فراج :

فيما يتعلق للنقاط التي أشار إليها د. بلتاجي يمكن أن نستأذن في تعليق بسيط، نحن نقول أن المرأة في الإسلام تحتفظ باسم أبيها وعائلتها وإنما تفقد المرأة الغربية هذا الاسم بالزواج، وسمعنا أن بعض النظم الأوربية المتقدمة جدًا في النصف الأخير من القرن العشرين، تكرمت ومنحت المرأة حق الاحتفاظ باسم عائلتها إلى جانب اسم عائلة الزوج، وهذا يدل على أي مدى عظمة الإسلام ونطرح موضوع حسن المعاشرة بين الزوجين، وما هي الأوضاع التي رسمها الإسلام والعلاقة بين الزوجين على أ.د. القصبي محمود زلط.

د. القصبي محمود زلط :

الإسلام يحاول أن يبين للناس جميعًا طريق الحياة الزوجة، فيأمر باستدامة هذه الحياة، ومن هنا يقول عز وجل : [ وعاشروهن بالمعروف، وإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرا ] فكأن القضية في الحياة الزوجية ليست متعلقة بالحب بقدر ما هي متعلقة بالدين.

وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن على المسلم ألا ينظر دائمًا إلى عيوب المرأة وأن يوازن بين حسناتها وسيئاتها، فيقول صلى الله عليه وسلم : ” لا يفرأ مؤمن مؤمنة ـ أي يكره ـ إن كره منها خلقًا رضي منها خلق آخر ” أي لا يصح أن أصلت نظري إلى عيوب زوجتي أو زوجي، لأن القضية ليست متعلقة بأن المسلم يحاول دائمًا أن يقلل من مزايا زوجته، ويصون الإسلام الحياة الزوجية من الدخلاء، ينهي أي رجل على أن يفسد امرأة على زوجها فيقول صلى الله عليه وسلم : ” من خبر ـ أفي أفسد ـ امرأة على زوجها، فقد برأت منه ذمة الله ورسوله “. وأيضًا بالنسبة للمرأة ينهاها أن تحاول أن تفسد بين المرأة وزوجها.

هذه ضوابط يضعها الإسلام ليبيت أن أساس العشرة والحياة الزوجية مبنية على الدين، فيقول صلى الله عليه سلم ” أيما امرأة طلبت الطلاق بلا بأس فحرام عليها رائحة الجنة ” دون بأس أي دون سبب، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ” إذا كانت إحداكن لا تحب أن أحدنا فلا تخبره بذلك فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام “. فليس بمجرد الكره يهدم بيت الزوجية، وانظر إلى حسن معاشرة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته أو لأزواجه في رواية الإمام البخاري أن السيد عائشة رضي الله عنها كانت تغضب منه كثيرًا وأنه استقرأها لها في الغضب والرضا فقال لها : “يا عائشة إني لأعرف حالك في الغضب والرضا قالت : كيف ذلك يا رسول الله، قال : “إذا كنت عني راضية قلت لا ورب محمد، وإذا كنت عليَّ غاضبة قلت لا ورب إبراهيم فقالت : ” والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك “. وهذا يبين مدى رقي الإسلام وما يأمر به في حسن المعاشرة.

سعيد بن زيد ولي حمص من قبل عمر بن الخطاب، فيشكوه أهل حمص ويقولون في شكواهم : ” إن سعيدًا هذا لا يخرج إلينا في صلاة الفجر، ويحتجب عنا يومًا في الأسبوع، وتصيبهم إغماءة بين الحين والحين، وياتي عمر ليحقق في هذه الشكوى ونرى أن عمر رضي الله عنه كان يتخير ولاته، فيقول متجهًا له : ” اللهم لا تجنب فيه فراستي، اللهم إني أعلم أن من الصالحين فلا تخيب فيه فراستي، ثم يبدأ فيعرض الشكوى على سعيد ويقول له ما فيها وما أتى على لسان أهل حمس، فيقول له أن أهل حمص يقولون أنه لا يخرج إليهم في صلاة الفجر ” فيقول سعيد ” يا أمير المؤمنين ما أردت أن أتحدث عن هذا ولكني أقول : إن امرأتي مريضة وأنا أمرضها بعد الصلاة فلا أستطيع أن أخرج، ولا أمرضها فقط ولكن أقوم بكل شئون البيت وهو والي ويعتبر ذلك من الإسلام، أما أن لا يخرج في يوم من الأسبوع فإنه ليس عنده إلا ثوبًا واحدًا يغسله في هذا اليوم وينتظر حتى يجف، أما الإغماءة فإن حضر مقتل بعض الصحابة وكان على شركة وتمنى أن ينصره فعندما يتذكر منظر هذا الصحابي الذي قتله المشركون تصيبه الإغماءة، فالإسلام يوص باستمرار الحياة الزوجة،و يحاول تنقيتها من أي ما يعكر صفوها. وهو لم يسبق إطلاقًا لأنه شرع الله عز وجل.

 

أ. أحمد فراج :

والآن نرحب بأسئلتكم على ما تقدم، تفضل.

أ. مدحت الحاج علي : مدير إدارة العلاقات العامة بالجامعة.

الدكتور القصبي تحدث مشكورًا عن حسن العشرة بين الزوجة ولكن ما هو الأساس الذي بنى عليه الخلع، والذي قيل أن يقوم على مجرد الكره دون أي سبب آخر.

د. محمد القصبي :

بالنسبة للكراهية هنا كانت من الرجل والرجل يستطيع أن ينهي هذه الحياة، فالإسلام يوجه الرجال إلى استدامة الحياة الزوجية حتى ولو كانت مع الكراهية، أما بالنسبة للمرأة فالإسلام بين أن المرأة إذا كانت تبغض زوجها، ولا تستطيع أن تعيش معه، وتحاول أن تعيش فلا تستطيع وتخاف ألا تؤدي حق زوجها مع هذه الكراهية وما يقول القرآن [فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ] ومن هنا فالمرأة التي تكره زوجها ليست الكراهية وحدها هي المدعاة للخلع وإنما تخاف المرأة ألا تقيم حدود الله مع زوجها فتطلب الخلع، فهناك فرق بين الرجل والمرأة في هذا المجال.

أ. أحمد فراج :

نلاحظ أن كلمة الكره جاءت في القرآن 40 مرة، منها مرة واحدة في كراهية الزوجة لزوجها، وكأنها كالقيد على الزوج، هل هناك تعقيب من أ.د. محمد بلتاجي.

د. محمد بلتاجي :

إضافة صغيرة، في الحقيقة هناك فارق بين استدامة الحياة الزوجية أو مع شيء من كراهية الزوج للزوجة، أو لبعض أمورها واستدامة الحياة الزوجية في المقابل في شيء من كراهية الزوجة للزوج، هناك فارق قد يصل إلى فارق أساسي في التكوين النفسي والجسدي للمرأة، لا أريد أن أدخل في تفصيلات أكدها العلم التجريدي الحديث وأكدتها التجارب، ولكن أقول كلمة واحدة وسريعة بحسب ما يقتد به المقام، الرجل يمكن أن يعاشر امرأة ويعاشرها معاشرة كاملة مع شيء من الكراهية لها، ولكن المرأة تبدأ الأمور عندها من منطلق نفسي، فتكون هناك الاستحالة بالنسبة لها. والإسلام لا يتجاهل أن هناك جنسين وليس جنسًا واحد.

أ. أحمد فراج :

السيد الدكتور طارق الشرقاوي عميد كلية طب الفم والأسنان تفضل.

د. طارق الشرقاوي :

بسم الله الرحمن الرحيم، أشكر سيادتكم لتفضلكم بالحديث في هذا الموضوع ولكن أعتقد أن الإسلام قد رمز الحياة الكريمة للأسرة من أجل زيادة نسل البشرية ونحن الآن نتحدث عن الزوج والزوجة ومعنا من الشباب الكثير، علاقة الآباء بالأبناء في الإسلام والعصر الحديث والاقتصاد، يجعل بعض السيدات تحاول أن تغير من ناموس الحياة ومن تعاليم الإسلام وخاصة في قضية الميراث ويصبح هناك ضغوط على الزوج في كتابة الأشياء للأبناء أو ما شابه ذلك، ولا ينتظرون للميراث الشرعي وهذا ما يجعل معظم الخلافات الزوجية تبدأ فليست الكراهية وحدها بل هناك الحقد المادي في الحياة، وأيضًا أريد شرح لدور الأب ودور الأم في الأسرة.

أ. أحمد فراج :

الحقيقة أن د. طارق أثار أكثر من نقطة حول الميراث، مسألة التميز في وجهات النظر بين الأبوين فيما يمكن أن يصدر عنهما في توجيه الأبناء نستمع لكلمة عنها من أ.د. القصبي، ثم نعود لموضوع الإسلام والغرب فيما يتعلق بالميراث مع د. بلتاجي.

د. محمد القصبي :

في الواقع أن التميز بين الأبناء في الميراث هذا السلوك يخالف شرع الله عز وجل، فهو الذي تولى توزيع الميراث بنفسه وبين أن هذا التشريع لا يصح أن يخالف ولا تتدخل فيه العواطف، ولا أن يتحكم فيه العقل. فالله عزل وجل يختم آية الميراث الأولى بقوله [أبائكم وأبنائكم لا تدرون أيهم أقرب فريضة من الله والله عليم حكيم ] ويختم آية الميراث الثانية بقوله [ وصية من الله والله عليم حليم ] وعلى هذا الأساس فلا يصح التفاضل بين بعض الأبناء على بعض في الميراث ولا يصح أن يغرس الأب أو الأم روح العداوة بين الأبناء.

فنحن نعلم أن يوسف عليه السلام بمجرد حبه وهذا فطري لأصغر طفل، ومع هذا كان من وراء هذا حقد من أخوة يوسف عليه، فما بالك بتفضيل بعض الأبناء على بعض في الميراث، والجزء الثاني بالنسبة لأن الأم أحيانًا توصي الأبناء بعصيان الآباء، هذا أمر مرفوض وعلماء التربية يبينون أن السلوك السوي في الأسرة لابد أن يخلق شخصية سوية، أما التدليل المفرط يخرط للمجتمع شباب أو أشخاص لا يستطيعون أن يتحملوا المسئولية، كذلك بالنسبة للقسوة المفرطة تخرج للمجتمع شباب عندهم جبن للمجتمع لذلك فالإمام محمد عبده يقول بالنسبة للأب الذي يقسو دائمًا على أولاده ” أنهم يلدوا عبيدًا، لأن الود عندما يعيش في خوف في هذا البيت سيطبع في نفسه صفات الجبن والخوف وهذه كلها أمور تهدم كيان المجتمع.

أ. أحمد فراج :

الحقيقة نستأذن د. القصبي في نقطة، نحن لا نتحدث في الأحكام الفقهية ولا الشرعية، لكن ما تفضل به د. القصبي واضح في الميراث، لكن هناك أحد الصحابة أراد أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد على جزء من ثروته قد أعطاه لأحد أبناءه ولم يعطي الآخرين، فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم ” ” أكل أبناءك أعطيتهم ـ أو كما قال ـ فقال الصحابي لا، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” فلا تشهدني فإني لا أشهد على جور ـ أي ظلم ـ ” لكن هل يجوز أن يخص الأب الابن الأكبر ببعض الثروة على اعتبار ما يحدث في الصعيد من أن الأب يعول على الابن الأكبر رعاية أخوته من بعده، أو ابنه توفى زوجها وترك لها أولا أو مريضة، فهناك حالات إنسانية كثيرة.

د. محمد القصبي :

بعض الفقهاء أجاز في بعض الحالات المعينة، يمكن أن الإمام أحمد بن حنبل قصر هذه الحالة على الولد المريض مرضًا لا يرجى شفاءه، أو صاحب العامة، وكأنه أجاز له أن يميز بشيء من الميراث زيادة على أخوته قد يقاس عليها مثل ما تقول من ناحية ” عدم الوظيفة أو ما شابه “.

أ. أحمد فراج :

حتى نستكمل ما بدأناه، لن يكون هناك بشر أعدل من الله في تقسيم الميراث، نعود إلى موضوع الميراث وهو موضوع مهم جدًا، ونرجو لو تفضل د. بلتاجي فأعطانا فيه كلمة خاصة وأن بعض المستغربين يقولون أن الإسلام يجعل المرأة على النصف من الرجل في الميراث فلماذا لا نكون مثل الغرب ونحقق المساواة الكاملة، تفضل د. بلتاجي :

د. محمد بلتاجي :

الواقع أن موضوع الميراث فيه جوانب تجهيلية كثيرة، بمعنى أن لو يتناولها من غير المتخصصين يجهل أو يتجاهل، أن هناك حالات كثيرة جدُا المرأة تأخذ فيها أكثر من الرجل، فإذا تساوت المرأة والرجل في درجة قرابة واحدة قد تأخذ المرأة ولا يأخذ الرجل، كبنت الابن وابن الابن، وهناك حالات تأخذ فيها الأم ضعف الأب.

 

أ. أحمد فراج :

فيما يبدو سنضطر للاكتفاء بهذا القدر في هذه الحلقة، على أن نواصل الحديث في هذا الموضوع في حلقة قادمة إن شاء الله.

ونشكر د. القصبي ود. بلتاجي، ونشكركم السادة الحضور.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *